الاثنين، 9 مايو 2011

[الفلسطينية] من مذكراتى الصحفية عن النكبة قصص من واقع النكبة يقدمها عادل زعرب

من مذكراتى الصحفية عن النكبة

قصص من واقع النكبة

يقدمها عادل زعرب

الحاجة اللاجئة أم جمال حمودة /لازلت أحلم بالعودة لاحتضان أرضيفي بلدتي " حمامة"

 اكدت  الحاجة اللاجئة أم جمال حمودة (76 عاماً) والتي هجرت من قريتها حمامة عام 1948 في ذكرى النكبة وهي من سكان خان يونس على ان  العصابات اليهودية اغتصبت ارضها في بلدتها الاصلية حمامة عنوة وبالقوة  وقالت  وهي تحبس الدمع في عينها " لازلت أحلم بالعودة لاحتضان أرض حمامة، التي ولدت وتربيت حتى سرقتها عصابات الهاغاناة التي احتلت البلاد وهجرت العباد".

وتنهدت الحاجة أم جمال التي ترتدي ثوباً تراثياً فلسطينياً مطرزاً وقالت " هذا ثوبي فيه بصمة بلدتي حمامة لأن كل منطقة وبلدة بفلسطين لها بصمتها المميزة في ثوبها، ولا زلت أحتفظ به حتى الآن ولن أفرط فيه تماما كما لن أفرط في حقي بالعودة".

وأضافت " كان عمري (16 عاماً) في عام النكبة وكنت متزوجة ولدي طفل استشهد في نفس العام"، ولكن قبل ذلك كانت لنا بيارة -أرض مزروعة بالحمضيات- ونزرع الأرض ونأكل من خيرها، وبيتي أحفظ مكانه وأحفظ جيراني, وأنا أوصي أبنائي وأحفادي بأن يحتفظوا بحقهم في أرضهم من بعدي".

المهجر الحاج حسين أبو محسن /أريد العودة إلى بلدتي  صرفند لأقضى بها العيد من جديد

" أريد العودة إلى بلدتي  صرفند لأقضى بها باقي ايام حياتى  " بهذه الكلمات بدا الحاج حسين عبد الكريم حسين أبو محسن وهو لاجئ فلسطيني من مواليد عام 1931م,ويسكن محافظة رفح بقطاع غزة  هاجر بلدته الأصلية صرفند العمار وعمره لا يتجاوز 17 عاما يتذكر بلدته التي هاجر منها مرغما .

يقول الحاج حسين :" كنت أعيش مع والدي وأخوتي  جمعة وإبراهيم واعمل مع والدي في الزراعة واضطرت عائلتي تحت التهديد الصهيوني بالرحيل والهجرة ولكني برغم عمري المديد لا زلت احلم بالعودة إلى بلدتي الأصلية.

وحول الذكريات الملتهبة قال الحاج حسين :' هاجرت من بلدتي الأصلية صرفند العمار وأنا عمري 17 عاما, حيث درست الصف الأول والثاني الابتدائي بمدرسة القرية وخرجت منها لأساعد والدي في تجارة الأبقار والأغنام'.

وأضاف: كنا نعيش حياة جميلة, ملؤها الألفة والحب والهناء, ولم نكن نتصور إننا سنقتلع من جذورنا بهذه الطريقة البشعة.

وبعد مرور عشرات السنين وتضاؤل فرص العودة لم يجد الحاج حسين إلا أن يصطحب أولاده إلى بلدته ليريهم أرضهم وارض أجدادهم ويحكي لهم ذكرياته مع الزمن.ملاحظة توفى الحاج حسين ابو محسن بعد هذا الحوار بعام ولم يرجع الى بلدته لكنه زرع في اولاده واحفادة حق العودة وسلمهم مفتاح الدار والقيشان .

المهجرة الحاجة صبحية عمر/ في ذكرى النكبة  نقول  :  سنصد الضيم و نحمي الديار

" في ذكرى النكبة  نقول  : سنصد الضيم و نحمي الديار" بهذه الكلمات المعبرة سردت الحاجة صبحية عمر (60عاما ) معاناتها مع  الالم والحزن

تقول والدموع تنهال من مقلتيها : ' يحاولون استئصالنا ، وقطع حياتنا ، ونحن لا ذنب لنا ، يحاولون قتلنا وتدمير ممتلكاتنا ، يحاولون قتل العزيمة من نفوسنا ' تتذكر الحاجة صبحية بعدما دمرت قوات الاحتلال الصهيوني بيتها في عدوانها على مخيم رفح للاجئين .

و تضيف  بعدما اثقلتها الهموم ' لقد ورثنا هذا التشرد ، رحيل بعد رحيل ، وجلاد وابعاد ، اتذكر منزلي جيدا ، واتذكر الايام الجميلة التي عشتها فيه ، رغم قسوة الحياة ، حين كان قلبي يرفرف على نسيم الاسحار في امن وامان ، مازلت اذكر كل هذا ، ولم انسى  ، ولم تصبح اماني في يوم من الايام ابعد من هذه الحدود ،  سرقت الايام أعزما أملك ، لقد فقدت زوجي منذ سنوات طويلة وترملت بدري ، ولبست السواد حزنا على الفراق ، وأعيش وعائلتي في مشردة بعدما جلسنا في خيمة  على اطلال بيتنا المهدم انا واولادي الثلاثة  ، وبناتي الثلاثة وبعد ذلك استأجرنا منزلا متواضعا لنسكن فيه ، ولكني  أعاني معاناة شديدة فابني  البكر (وليد ) ( 38عاما ) مريض نفسي  ، اعتقل عند الاحتلال في السبعينات لمدة عام ، وعذب عذابا اليما ، واصبح على اثرها يعانى معاناة نفسية صعبة ، تملكته وهو في ريعان شبابه ، حتى انه رفض الخروج عند اقتحام المنزل غير آبه بمن حوله ، ولكنه اجبر على ترك بيته الذي تربي فيه ، واخته كذلك معاقة (28عاما ) وتعاني امراضا كثيرة ، ولقد اصيب ابني علاء (17عاما ) بشظية نارية في راسه في اقتحام سابق لمخيمنا وهو الان على فراش المرض  '.

  قصة كفاح .. ودموع ، وجراح ، وشجون ، عاشتها الحاجة صبحية تركناها  ولسان حالها  يقول :في عيد الفطر  من يصد الضيم من يحمي الديار؟ !

 

في ذكرى النكبة اللاجئ المدهون ما زال يحتفظ بمفاتيح بيته في المجدل

 ما زال اللاجئ الفلسطيني محمود المدهون "أبو أيمن" يحتفظ بمفتاح بيته في بلدة المجدل المهجرة في العام 1948 بعد مرور ستين عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني الذي تحتفل فيه دولة إسرائيل بذكرى تأسيسها.

أبو أيمن (80 عاماً) يعتبر واحدا من ملايين اللاجئين الفلسطينيين ممن شردوا عن أراضيهم على يد العصابات الصهيونية في العام 1948 ليستقر به الحال في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة.

وبعد مضي ستين عاماً على النكبة، فإن اللاجئين يصرون على اختلاف انتماءاتهم وأجيالهم على التمسك بحق العودة إلى أراضيهم التي طردوا وأبعدوا وشردوا منها قسراً.

ويقول الحاج أبو أيمن،الذي لديه من الأحفاد أكثر من خمسين حفيداً، "نحن أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى ديارنا التي شردنا منها على يد العصابات اليهودية، فأحفادي لا يؤمنون إلا بالعودة لأرضنا في المجدل، فمهما توالت الكوارث والنكبات والمجازر فلن نفرط بحق العودة لبيتنا".

ويشير الحاج المدهون وهو يتكئ على وسادة في إحدى غرف منزله وسط مخيم الشاطئ، إلى مكان بلدته التي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كيلومترا شمال مدينة غزة، ويتذكر بألم وحسرة زراعة الحبوب والخضر والحمضيات وكروم العنب والفواكه كالتين والبرقوق والخوخ والتوت.

"كنا نعمل في الغزل والنسيج على النول، وكان عندنا سوق يوم الجمعة، نتبادل البيع والشراء بين أهل البلدة والقرى المجاورة" قال المدهون.

ويحدث المدهون أحفاده الذين يضمهم إلى حضنه ويلتفون حوله ليستمعوا ويستمتعوا بحديثه عن أرضه وكروم العنب وأشجار البرتقال والليمون والجميز، ويحثهم على دراسة التاريخ الفلسطيني ومعرفة مدنهم وبلداتهم وقراهم بأسمائها الأصلية، ويقول: المجدل اسمها كنعاني الأصل وهي تعني القلعة أو مكان الحراسة، وسميت مجدل جاد، وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين.

ويقول حفيده الطفل محمد (10 أعوام): بدنا نرجع للمجدل أرض جدودي ونعمرها من أول وجديد .

بينما يقول حفيده محمود (23 عاماً)، الذي يعمل ممرضاً: "لم أعاصر النكبة، لكن ذاكرتي مليئة بأحداثها، فأحفظ تاريخ قضيتي من لسان وكلام جدي ورفاقه، فهم الذين يعلموننا التاريخ الفلسطيني الحقيقي الواقعي، وستبقى هذه الذاكرة خالدة في عقولنا ولن ننسى الوطن مهما حاولوا أن يزيفوا ويسرقوا، فالاحتلال إلى زوال" .

وما زال الحاج المدهون، رغم تقدمه في السن، يحلم بالعودة إلى بلدته ووطنه، حتى الأطفال الذين ولدوا في مخيمات التشرد واللجوء، ورغم أنهم لم يدركوا معادلة الصراع ولم يعاصروا أحداث النكبة التي يدفعون ثمنها، فإن أحلامهم وأفكارهم تمزج بين النكبة والعودة إلى أرض الوطن.

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق