(( الوحده اليمنيه ... في ذكراها الأليمه ))
بقلم د.يوسف الحاضري
- يصادف يومنا هذا الأحد الموافق (22/مايو) الذكرى الحادية والعشرون لإعادة تحقيق وحدة أرض اليمن بين شماله وجنوبه بعد أن خضعت هذه الأرض لتشطير أساسها الأطماع الخارجيه على مر تاريخها فجاء يوم الثاني والعشرين من مايو لسنة 1990م ليضم اليمنيين في جميع بقاع الأرض اليمنيه تحت مسمى واحد ويحملون اسم واحد ووطن واحد وشعار واحد ونشيد وطني واحد ومصير واحد , الوحده اليمنيه المنجز الاندماجي التوحيدي الوحيد للعرب في تاريخهم الحديث , الوحده اليمنيه التي جمعت الشعب اليمني تحت مسمى واحد في جواز السفر بعد أن كانوا في الأصل والواقع مجتمعين في بقيه الصفات الحياتيه الأخرى من دين ولغه وفكر وثقافه وعادات وتقاليد وغيرها, ولأن الوحده كغيرها من منجزات منبثقه من مخ تعاليم ديننا الحنيف يقابلها عدد من العراقيل والمشاكل والأحداث وغير ذلك فقد قابلت وحدتنا العظيمه من الأهوال ما إن تجعلنا مشتتين قلبا وقالبا لولا لطف الله باليمن واليمنيين وأيضا إدارة وحنكة حكام اليمن والتي للأسف ستكون سببا في الأخير لإرجاعنا للوراء سنيين عددا, الآن وبعد مرور واحد وعشرين عاما بالتمام والكمال على هذا المنجز الديني الوطني القومي العربي فهذه الوحده تعاصر هذه الأيام مشاكل كبيره شديده عظيمه من أشد ما تكون عليها بدئا من التخطيطات الغربيه المرتكزه على الأطماع الخارجيه مرورا بمثيلاتها ولكن ذو صناعه محليه داخليه مدعومه بسوء إدارة الحاكم ومغلفه بأطماع المعارضه مستنده على حراك في الجنوب وتمرد في الشمال وثورات في كل مكان كل هذه الأحداث تصب في اتجاه إعادتنا إلى ما قبل 22مايو1990م أو أشد من هذا وأنكى وقد يكون إلى أبعد من هذا الأمر من خلال تشتت الأرض إلى أراضين عديده , فوحدتنا اليمنيه تمر هذه الأيام بمنعرج خطير جدا وأخاف ما أخافه أن تأتي السنه القادمه ولا نجد في تقويمنا السنوي ذكرى الوحده بل سنقيم مأتما على فقدان عزيز علينا , وعندما نراجع الأحداث وننبش الأوراق لننظر إلى أسباب ما وصلنا إليه سنجد إن الحاكم من كان له اليد الطولى في تأسيس وصناعة الوحده هو السبب الرئيسي من سيقود هذه الوحده إلى مثواها الأخير (نسأل الله ألا يولد هذا اليوم ) وذلك من خلال سياسته الخاطئه المرتكزه على المناطقيه والأنساب والأصحاب المتجذره في أرض من فساد تجذرت عروقه بشكل منقطع النظير , فمثلا عندما نجد أن هناك أكاديميون ذو فكر تنموي كبير ودرجات علميه متقدمه يلزمون بيوتهم دون أن يستفيدوا من بلادهم و يفيدوا بلادهم في كل المحافظات اليمنية عامه والجنوبيه خاصه في وقت أن هناك شخصيات تربط الحاكم برباط مقدس (كالمصاهره أو القرابه أو المعرفه أو الوساطه ) يتربعون منذ عقود على المناصب خاصه التنمويه منها والمشكله الأكبر من هذا أن هذا التربع لم يولد شيء للبلاد والعباد مما ولد احتقان في الشارع فأصبح كل شارع يبحث عن مخرج له مما هو فيه من حاله الفقر والإهمال وعدم المساواه فوجدت فئه في الجنوب تبحث عن الأستقلاليه وتحطيم أواصر الوحده اليمنيه (رغم حبهم لها وتمسكهم بها ) والسبب أن إشباع البطن أهم من ربط الأرض مع بعضها تحت مسمى إتحاد , ووجدت فئه في الشمال تبحث عن الإستقلاليه أو السيطره على زمام الأمر في الحكم والسبب لا يختلف عن سبب إخوانهم في الجنوب (حتى وإن اختلفت الأفكار والاتجاهات والدعم الخارجي المادي والسياسي واللوجستي ) ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد تولدت في اليمن معارضه أكثر ما يمكن وصفها بأنها هشه خفيفه لم تحق حقا ولم تبطل باطلا (ربما أنها من صناعه الحاكم ذاته ) ومع ذلك فهي تتحمل جزء من المسئوليه الدينيه والوطنيه والتاريخيه وبين هذا وذاك ثار الشباب اليمني في جميع أصقاع الأرض اليمنيه ( بغض النظر عن اتجاهات بعضهم وفكر بعضهم وأهداف بعضهم ) فقد ثاروا وهم على حق في ثورتهم رغم أنه شابها الكثير من الشوائب وتحور مسارها عن الأهداف الحقيقيه لها وربطوا ثورتهم وهدفهم بشخص واحد فوضعوا الثوره في كفه ورحيل الرئيس في كفه وتناسوا الأهداف العامه لليمن أرضا وإنسانا ومع ذلك وكما أسلفت فهم محقون في تواجدهم في الشارع بحثا عن الحق والحقوق والحقيقه , فأصبحت ذكرى وحدتنا اليمنيه ذكرى تحمل في طياتها مآسي وآلام وأحزان كثيره وتحمل تحديات أكثر ومخاوف أكثر وأكثر , غير انه لنا في الله جل وعلا كل أمل ورجاء بأن يلهم أصحاب القرار في اليمن سواء في الحاكم أو المعارضه أو الحركات أو الشباب أن يضعوا نصب أعينهم الوحده اليمنيه أساس لا حوار أو نقاش فيها وعليها مهما بلغت خلافاتهم عنان السماء وأن تأتي السنه القادمه لنحتفل بتوطيد أواصر الوحده واجتثاث الفساد وجذوره ومنابعه وفروعه في ذكراها الثانية والعشرون بعيدا عن الآلام والمآسي والمشاكل والصراعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق