الخميس، 16 يونيو 2011

۩ بيت عطاء الخير-1۩ AD-17-06. / ( حديث اليوم 15.07.1432 )

Web Page Hit Counter

حديث اليوم الجمعة   15.07.1432

مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي أَنَّ الْوِتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ )

 

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ 

 

عَنْ عَلِيٍّ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :

 

( الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلَاتِكُمْ الْمَكْتُوبَةِ

وَ لَكِنْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ( 

 

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ

قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِيٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ .

 

الشــــــــــــــــــروح

 

)بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ الْوِتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ )

أَيْ لَيْسَ بِوَاجِبٍ . وَ قَدْ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الْوِتْرَ غَيْرُ وَاجِبٍ بَلْ سُنَّةٌ

وَ خَالَفَهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ فَقَالَ : إِنَّهُ وَاجِبٌ ، وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ فَرْضٌ .

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : وَ قَدْ بَالَغَ أَبُو حَاتِمٍ فَادَّعَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ انْفَرَدَ بِوُجُوبِ الْوِتْرِ

وَ لَمْ يُوَافِقْهُ صَاحِبَاهُ . مَعَ أَنَّ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ أَخْرَجَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

 وَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ الضَّحَّاكِ ، يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِهِ عِنْدَهُمْ

وَ عِنْدَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ : الْوِتْرُ وَاجِبٌ ، وَ لَمْ يَثْبُتْ ، وَ نَقَلَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ 

عَنْ  أَصْبَغَ عَنِ الْمَالِكِيَّةِ وَ وَافَقَهُ سَحْنُونٌ وَ كَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ مَنْ تَرَكَهُ أُدِّبَ

وَ كَانَ جُرْحَةً فِي شَهَادَتِهِ ، انْتَهَى


قَوْلُهُ : ( الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ )

قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْحَتْمُ اللَّازِمُ الْوَاجِبُ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْ فِعْلِهِ ، انْتَهَى

( وَ لَكِنْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ) أَيْ جَعَلَهُ مَسْنُونًا غَيْرَ حَتْمٍ

( إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْوِتْرُ الْفَرْدُ وَ تُكْسَرُ وَاوُهُ وَ تُفْتَحُ ،

فَاللَّهُ وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ لَا يَقْبَلُ الِانْقِسَامَ وَ التَّجْزِئَةَ ، وَاحِدٌ فِي صِفَاتِهِ فَلَا شِبْهَ لَهُ وَ لَا مِثْلَ ،

وَاحِدٌ فِي أَفْعَالِهِ فَلَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا مُعِينَ ( يُحِبُّ الْوِتْرَ ) أَيْ يُثِيبُ عَلَيْهِ وَ يَقْبَلُهُ مِنْ عَامِلِهِ .

قَالَ الْقَاضِي : كُلُّ مَا يُنَاسِبُ الشَّيْءَ أَدْنَى مُنَاسَبَةٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ

مِمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُ تِلْكَ الْمُنَاسَبَةُ ( فَأَوْتِرُوا ) أَمْرٌ بِصَلَاةِ الْوِتْرِ وَ هُوَ أَنْ يُصَلِّيَ مَثْنَى مَثْنَى ،

ثُمَّ يُصَلِّيَ فِي آخِرِهَا رَكْعَةً مُفْرَدَةً أَوْ يُضِيفَهَا إِلَى مَا قَبْلَهَا مِنَ الرَّكَعَاتِ كَذَا فِي النِّهَايَةِ .

قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : الْفَاءُ تُؤْذِنُ بِشَرْطٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قَالَ :

إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا ، انْتَهَى

( يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ) أَيْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِهِ ، فَإِنَّ الْأَهْلِيَّةَ عَامَّةٌ لِمَنْ آمَنَ بِهِ سَوَاءٌ

قَرَأَ أَمْ لَمْ يَقْرَأْ ، إِنْ كَانَ الْأَكْمَلُ مِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ وَ حَفِظَ وَ عَلِمَ وَ عَمِلَ شَامِلَةٌ

مِمَّنْ تَوَلَّى قِيَامَ تِلَاوَتِهِ وَ مُرَاعَاةَ حُدُودِهِ وَ أَحْكَامِهِ


قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ )

أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ بَلَاغًا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ

عَنِ الْوِتْرِ أَوَاجِبٌ هُوَ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَ أَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ

أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ أَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ :

وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ قِيَامِ اللَّيْلِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عُبَيْدَةَ  

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ،

فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :

لَيْسَتْ لَكَ وَ لَا لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِكَ . وَ فِي رِوَايَةٍ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ؟

قَالَ : لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ .

وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ  فَأَخْرَجَهُ  أَحْمَدُ وَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَ الْحَاكِمُ وَ الْبَيْهَقِيُّ مَرْفُوعًا

 : ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَ لَكُمْ تَطَوُّعٌ : النَّحْرُ وَ الْوِتْرُ وَ رَكْعَتَا الضُّحَى

هَذَا لَفْظُ أَحْمَدَ ، وَ هُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ كَمَا بَيَّنَهُ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ :

وَ فِي الْبَابِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ  أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ بِلَفْظِ :

قَالَ : الْوِتْرُ حَسَنٌ جَمِيلٌ عَمِلَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ مَنْ بَعْدَهُ

وَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ قَالَهُ الْبَيْهَقِيُّ كَذَا فِي التَّلْخِيصِ .


قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ عَلِيٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ )

وَ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَ صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ . 
اعْلَمْ أَنَّ الْجُمْهُورَ قَدِ اسْتَدَلُّوا عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الْوِتْرِ بِأَحَادِيثِ الْبَابِ

وَ بِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

 أَوْتَرَ عَلَى بَعِيرِهِ رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ ، وَ هُوَ ظَاهِرٌ فِي عَدَمِ الْوُجُوبِ ؛

لِأَنَّ الْفَرِيضَةَ لَا تُصَلَّى عَلَى الرَّاحِلَةِ . وَ رَوَى مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ

قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَ يُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ ،

وَ بِمَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُدْعَى الْمُخْدَجِيَّ 

سَمِعَ رَجُلًا  بِالشَّامِ  يُدْعَى  أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ إِنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ ،

قَالَ : فَرُحْتُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ  فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ عُبَادَةُ :

كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : 

خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعِبَادِ فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا

اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ   الْحَدِيثَ ،

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ أَحْمَدُ وَ قَدْ عَقَدَ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّفِي

كِتَابِهِ قِيَامِ اللَّيْلِ بَابًا بِلَفْظِ : بَابُ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الْوِتْرَ سُنَّةٌ وَ لَيْسَ بِفَرْضٍ ،

وَ ذَكَرَ فِيهَا أَحَادِيثَ ، وَ آثَارًا كَثِيرَةً مَنْ شَاءَ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا فَلْيَرْجِعْ إِلَيْهِ
وَ اسْتَدَلَّ مَنْ قَالَ بِوُجُوبِ الْوِتْرِ بِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا

اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ ،

وَ تُعُقِّبَ بِأَنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ فَكَذَا آخِرُهُ وَ بِأَنَّ الْأَصْلَ

عَدَمُ الْوُجُوبِ حَتَّى يَقُومَ دَلِيلٌ كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي
قُلْتُ : هَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ جَعْلِ آخِرِ صَلَاةٍ بِاللَّيْلِ وِتْرًا

لَا عَلَى وُجُوبِ نَفْسِ الْوِتْرِ وَ الْمَطْلُوبُ هَذَا لَا ذَا :

فَالِاسْتِدْلَالُ بِهِ عَلَى وُجُوبِ الْوِتْرِ غَيْرُ صَحِيحٍ ،

وَ كَذَا الِاسْتِدْلَالُ بِحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُأَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا ،

رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّا الْبُخَارِيَّ لَيْسَ بِصَحِيحٍ ،

فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الْإِيتَارِ قَبْلَ الْإِصْبَاحِ لَا عَلَى وُجُوبِ نَفْسِ الْإِيتَارِ
وَ اسْتَدَلُّوا أَيْضًا بِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ

سَلَّمَ يَقُولُالْوِتْرُ حَقٌّ فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا ، الْحَدِيثَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ .

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : فِي سَنَدِهِ أَبُو الْمُنِيبِ وَ فِيهِ ضَعْفٌ ، وَ عَلَى تَقْدِيرِ قَبُولِهِ

فَيَحْتَاجُ مَنِ احْتَجَّ بِهِ إِلَى أَنْ يُثْبِتَ أَنَّ لَفْظَ حَقٌّ بِمَعْنَى وَاجِبٌ فِي عُرْفِ الشَّارِعِ ،

وَ أَنَّ لَفْظَ وَاجِبٌ بِمَعْنًى مَا ثَبَتَ مِنْ طَرِيقِ الْآحَادِ ، انْتَهَى
وَ اسْتَدَلُّوا أَيْضًا بِحَدِيثِإِنَّ اللَّهَ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ الْوِتْرُ .

الْحَدِيثَ وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الْوِتْرِ ، وَ قَدْ عَرَفْتَ هُنَاكَ الْجَوَابَ عَنْهُ
قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي بَعْدَ ذِكْرِ أَحَادِيثِ الْقَائِلِينَ بِوُجُوبِ الْوِتْرِ

مَا لَفْظُهُ : وَ أَحَادِيثُهُمْ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهَا ، ثُمَّ إِنَّ الْمُرَادَ بِهَا تَأْكِيدُهُ وَ فَضِيلَتُهُ

وَ أَنَّهُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَ ذَلِكَ حَقٌّ ، وَ زِيَادَةُ الصَّلَاةِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ سُنَّةً ،

وَ التَّوَعُّدُ عَلَى تَرْكِهِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي تَأْكِيدِهِ كَقَوْلِهِ :

مَنْ أَكَلَ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَلَا يَقْرَبَنْ مَسْجِدَنَا ، انْتَهَى .

وَ قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ بَعْدَ ذِكْرِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تَدُلُّ بِظَاهِرِهَا عَلَى الْوُجُوبِ

وَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى عَدَمِهِ مَا لَفْظُهُ : وَ اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى الْوُجُوبِ

كَقَوْلِهِ : فَلَيْسَ مِنَّا ،

وَ قَوْلُهُ الْوِتْرُ حَقٌّ

وَ قَوْلُهُ : أَوْتِرُوا وَ حَافِظُوا ،

وَ قَوْلُهُ الْوِتْرُ وَاجِبٌ ،

وَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ وَ هُوَ بَقِيَّةُ أَحَادِيثِ الْبَابِ فَتَكُونُ صَارِفَةً لِمَا يُشْعِرُ بِالْوُجُوبِ .

وَ أَمَّا حَدِيثُ الْوِتْرِ وَاجِبٌ ، فَلَوْ كَانَ صَحِيحًا لَكَانَ مُشْكِلًا ؛

لِأَنَّ التَّصْرِيحَ بِالْوُجُوبِ لَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ إِنَّهُ مَصْرُوفٌ

إِلَى غَيْرِهِ بِخِلَافِ بَقِيَّةِ الْأَلْفَاظِ الْمُشْعِرَةِ بِالْوُجُوبِ ، انْتَهَى
قُلْتُ : حَدِيثُالْوِتْرُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ  ،

وَ فِي إِسْنَادِهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ فَهُوَ ضَعِيفٌ ، ثُمَّ التَّصْرِيحُ بِالْوُجُوبِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يُقَالَ

إِنَّهُ مَصْرُوفٌ إِلَى غَيْرِهِ إِذَا قَامَتْ قَرِينَةٌ صَارِفَةٌ ، ثُمَّ قَالَ  الشَّوْكَانِيُّ :

وَ مِنَ الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الْوِتْرِ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ

مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

مِنْأَهْلِ نَجْدٍ الْحَدِيثَ ، وَ فِيهِ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ ، قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟

قَالَ : لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ، وَ رَوَى الشَّيْخَانِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ 

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ :

الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ .

قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَ هَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ ؛

لِأَنَّ بَعْثَ مُعَاذٍ كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِيَسِيرٍ ، انْتَهَى .

 

دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا

و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله

اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار , 

و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم

اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها

 إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .

  اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك

 و أنت غني عن عذابهن .

اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه

و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين . 

اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود  .

 

أنْتَهَى .

وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

 

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

=======================

و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية

 

 " إن شـاء الله "

 

Al-malki

 

 

======================================================== 

ATAKH

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق