كتبت ميسر عطياني /الناشطة بقضايا الأسرى
http://blog.amin.org/myassar2011/2011/06/03/
الأسيرة دعاء الجيوسي تدخل عامها العاشر وراء الشمس
أم جميل "والله قلبي بتقطع لما بشوقها مقيده بسلاسل الحديد..ولما يسألها بتقلي ولا يهمك يا أمي ..إحنا أقوى منهم هم يخافوا منا وحتى وإحنا مأسورين لأننا أحرار حتى بداخل السجن ".
الخالة أم جميل والدة الأسيرة دعاء الجيوسي كعادتها بيوم اعتقال ابنتها ووحيدتها ترتب سريرها وتضع الورود التي نحبها ابنتها وتزين البيت، وتعلق صورها وتجهز طعام الغداء بانتظار محبي ورفاق وأصدقاء دعاء …
ولكن الترتيب اختلف هذا العام وكان له رونق آخر ، حيث تصادف ذكرى اعتقال دعاء مع ما تناقلته وسائل الأعلام من تصريحات حول إتمام صفقة التبادل بالجندي "شاليط ".
وكم هي سعادة الخالة أم جميل وابتسامتها وفرحتها بان أيام بل ساعات تفصلها عن لقاء دعاء ببيتها ،
كم نحن خجلين منك خالتي أم جميل .
لا أدري ماذا أقول لك
قبلت رأسها وقلت لها افرحي واطمئني ستعود دعاء …
بذكرى اعتقال دعاء لا أستطيع رؤية خالتي أم جميل لأنني لا أدري ماذا سأقول لها .
ولكن بذكرى عشر سنوات، عقد من العمر لم أقاوم إرادتي برؤية خالتي أم جميل لتقابلني فرحة، "آه ميسر رفيقة وحبيبة دعاء أنتي ,,آه ستخرج دعاء ,,خليهم ينهوا الصفقة بسرعة يكفي عشر سنوات من عمر دعاء …يكفي لا أريد أن أموت قبل خروجها من السجن ".
"دعاء هي أنا هي عمري إلي عم بروح" .
"والله كل زيارة بتقطع قلبي لما بشوفها مقيده بالحديد بأرجلها ..طيب ليش بس دعاء يقيدوها هي وين بدها تهرب منهم" ؟؟
"والله قلبي بتقطع لما بشوفها مقيده بسلاسل الحديد..ولما يسألها بتقلي ولا يهمك يا أمي ..إحنا أقوى منهم هم بخافوا منا وحتى وإحنا مأسورين لأننا أحرار حتى بداخل السجن "
" دعاء زياد جميل الجيوسي " ( 30 عاماً ) من مدينة طولكرم ، طالبة متفوقة في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس ، وكانت على وشك إتمام دراستها الجامعية في علم الاجتماع ، واعتقلت من بيتها ليلة السادس من يونيو / حزيران عام 2002 بتهمة الانتماء لـ " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " ومساعدة استشهادي من الشعبية في تنفيذ عملية استشهادية في نتانيا أدت إلى قتل وجرح عدد من الإسرائيليين ، وقد تعرضت لصنوف مختلفة من التعذيب القاسي ، ومن ثم صدر بحقها حكماً بالسجن الفعلي المؤبد ثلاث مرات بالإضافة إلى 32 عاماً أي ( 329 عاماً ) ، وهي تقبع الآن في سجن الدامون في أحراش الكرمل بحيفا شمال فلسطين.
والأسيرة " دعاء " إحدى خمس أسيرات يقضين حكماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات وهن : أحلام التميمي ، قاهرة السعدي ، آمنة منى ، سناء شحادة.
وأما عن ليلة اعتقالها… في السادس من يونيو 2001، حضرت قوة صهيونية كبيرة إلى المنزل خلال الليل وطلبوا هويات جميع إفراد العائلة بحجة التفتيش وذهب والد دعاء لإيقاظها ورفضت إعطاء الجندي بطاقة هويتها وأبلغتهم أن الهوية في سكن الطالبات في نابلس فانهال الجنود عليها بالشتائم وحاول احدهم الاعتداء عليها بالضرب غير أن والدها منعه من ذلك قبل أن يبلغهم الجنود أن حضورهم هو لاعتقال دعاء.
القوات الإسرائيلية منعت دعاء من تبديل ثيابها عند الاعتقال أو حتى مجرد ارتداء الحذاء قبل أن يقتادوها إلى مكتب الارتباط غربي طولكرم حيث المعاملة المذلة والمهينة وغير المقبولة من المحتلين للأسرى والأسيرات الفلسطينيين .
مكثت دعاء في الارتباط العسكري اثنتي عشرة ساعة قبل أن تنقل الى سجن الجلمة حيث قضت شهرين في زنازين العتمة والقذارة بعيدا عن كل ما ينبغي توفيره لأي إنسان، وتصف دعاء فترة احتجازها في الجلمة قائلة : "بعد شهرين من الزنازين تم نقلي إلى غرف خاصة في المعتقل ولم تكن ظروف تلك الغرف بأفضل حالا من ظروف الزنازين وهناك كانوا يسمحون لنا بالاستحمام مرة كل أسبوع وبحضور مجندة ولم يسمح جهاز المخابرات بإدخال ملابس لي حيث بقيت في ملابس النوم التي اعتقلت بها من دون حذاء ".
"كانت ساعات التحقيق تستمر اثنتي عشرة ساعة يوميا حتى نقلت إلى سجن الرملة ولم يكن ذلك بأحسن حالا فالطعام المقدم لنا قذر وخسرت من وزني 10 كيلو غرام ووضعي الصحي أصبح في غاية السوء ، أعاني من فقر دم حاد وهبوط دائم في ضغط الدم ولا أحصل على أي علاج وزيارة الأهل ممنوعة ولم أرهم منذ اعتقالي في جلسة المحكمة".
حاليا الأسيرة دعاء تقبع بسجن الدامون مع رفيقاتها من الجبهة الشعبية لنان أبو غلمي وصمود كراحة وورود قاسم ..
http://blog.amin.org/myassar2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق