الاثنين، 6 يونيو 2011

[الفلسطينية] توقفت حفلات السياسة وبدأت فصول الجريمة

توقفت حفلات السياسة

وبدأت فصول الجريمة

كتب: عبدالباسط الحبيشي

 

لكي نسبر أغوار وخلفيات ومرجعيات العبث الذي يحدث حالياً في اليمن على حساب دماء أبنائه وحاضره ومستقبله لابد لنا من الفهم اليقيني والمؤكد بأن الأحداث الدرامية التي تحدث  فيه اليوم لا يمكن أن تكون إلا من صناعة خارجية تتحكم بأطرافها وخيوطها  منذ زمن بعيد قوى طفيلية تعيش في خارجه وقد أوكلت مهام التنفيذ فقط  لعملاء حصريين في الداخل ، بيد أن الثورة الشبابية والشعبية الحالية فاجأت هذه القوى وأربكتها مما جعلها تستنفر وتعكف ليل نهار على إعادة تفعيل وإنتاج مفرداتها القديمة للسيطرة على المشهد الثوري على الساحة اليمنية.

 

لذا من يعتقد بأن الثورة الشبابية والشعبية اليمنية ستنتصر بدون دماء وتضحيات جسيمة فقد أخطأ ، ومن يعتقد بأن الثورة ستنتصر بأقل كلفة وتكون خاطفة وقصيرة فهو مخطئ أيضاً ، ومن يظن بأن العدو التاريخي لليمن وللثورات اليمنية  الذي يعتقد جازماً بأن إنتصار أي ثورة يمنية  فيها نهايته  سيستسلم ويرفع الراية البيضاء لمجرد أنها سلمية .. سلمية فهو مخطئ كذلك.

 

من هذا المنطلق لابد لنا أن نعرف بأن إنتصار الثورة اليمنية مرتبط إرتباطاً عضوياً وموضوعياً بسقف الكلفة وديمومة الثورة التي يستطيع أن يقدمها اليمنيون في سبيل هذا الإنتصار الذي سيخرجهم من ربقة العبودية إلى الأبد لاسيما وأن العدو يُقيس سقف عزته ونموه ورفاهيته ورغد عيشه منذ عقود طويلة على مدى قدرته على إذلال اليمنيين وتركيعهم مدى الحياة وتسانده لهذا الغرض قوى دولية كبرى من أجل الإحتفاظ بمصالحها ، وهو لتطبيق ذلك يتّبع سياسة إذلال مدروسة وممنهجة وعالية الكلفة منذ زمن. فكلما قامت ثورة أو حركة تصحيحية في اليمن واجهها بأساليبه الشيطانية الرعناء المختلفة ، وهاهي الثورة الشبابية والشعبية اليمنية تقض مضجعه مجدداً فماذا ياترى فاعل بها؟

 

بعد أن توقفت سيناريوهات السياسة مؤقتاً الخاصة بوأد الثورة من خلال تعليق المبادرة الخليجية التي لو كُتب لها النجاح لدلفت اليمن إلى فصل جديد من مسرحيات الذل والإسترقاق والمهانة التي دأب على ممارستها أعداء اليمن ، بيد أن  صناع هذه المباردة أرتأوا تأجيلها إلى أن يأتي الظرف المناسب لقبولها وبمعنى أفضل إلى أن يستسلم اليمنيون بالإذعان لشروطها بعد أن يجري عليهم قوة الصميل وإرغامهم بالقوة لقبولها كأفضل الحلول لاسيما بعد أن أكتشف المخرج لسيناريو المبادرة الخليجية بأن طموحات اليمنيين باتت أكبر بكثير من ما تفضلت به المبادرة وأن اليمنيين باتوا يعون ما يفعلون ولن ينطلي عليهم التهريج أكثر من مامضى ، لذا تم تعليق المبادرة  وأعطي الضوء الأخضر للحاكم صالح الاحمر بأن يدشن رسمياً فصول الجريمة بعد أن فشل عيال الشيخ الأحمر الآخر بتمثيل فصول السلام من خلال المبادرة عن طريق قيادة الثورة كما يدعون أو بالأحرى ركوبهم موجة الثورة. أتضح لإصحاب المبادرة بأن الثورة هذه المرة أكبر منهم ومن أدواتهم والتابعين لها المتمثلة بمعارضة (اللقاء المشترك) بل وأكبر من ألاعيبهم ومسرحياتهم القديمة والحديثة أيضاً.

 

إذاً هي نفسها اللعبة القديمة التي يتم فيها إستخدام لاعبين جدد وخيوط مختلفة وعدة خطط وأدوات في وقت واحد وتقديم طرف وتأخير طرف آخر كلعبة الشطرنج ، على أن  تصل هذه اللعبة في نهاية المطاف إلى (كش ملك) وتركيع الشعب اليمني (الملك الوحيد) في تقرير مصيره. وبما أن اللعبة باتت مكشوفة هذه المرة ، تم الدفع بكل الأطراف إلى الميدان فمن يفوز بالسبق قدمت له الجائزة وهي أن يكون حاكماً على اليمن وبالفعل بدأ توزيع مناصب الوزراء والوكلاء والسفراء. لكن تعهُدات حميد الأحمر وآله التي قدمها لأسياده بفوزه سلمياً من خلال إقحام أنفسهم في ساحات التغيير والحرية على أن يتم تتويج هذا التدخل  بفرض المبادرة الخليجية ، قد باءَت  بالفشل فتم إنزاله إلى صفوف الإحتياط مؤقتاً وأعطيت الفرصة للاعب الآخر وهو ربيبهم الرسمي ليجرب عضلات القوة وإستخدام كروته السابقة معاً رغم أنه قد تم إحالة كرت القاعدة إلى التقاعد دولياً بإعلان مقتل بن لادن وسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وغيرها فضلاً عن إحراق هذا الكرت محلياً من خلال إعترافات بعض الشركاء أنفسهم ببطلانه أمثال ركنهم الثالث علي محسن الآحمر ، لكن مالمانع من إعادته للخدمة إذا كان فيه إنقاذاً للموقف.

 

 بيد أننا مؤمنون بأن كل هذه الحيل والدسائس في طريقها إلى الفشل الذريع والمدوي أيضاً. حتماً ستفشل لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فكيف باليمنيين الذين عانوا من اللدغ على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً من نفس الجحر لدرجة التنمل والشلل ، فما الذي  يضيرهم إذا أصابتهم بضعة لدغات أخرى لاسيما بعد أن تجذرت وارتوت بدمائهم ثورتهم الشبابية والشعبية. تلك الأساليب القديمة التي قد عفى عنها الزمن وسرقت منهم ثوراتهم السابقة هيهات أن تمر مرة أخرى فضلاً عن أن المفردات الثقافية والسياسية لزمن العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لم تعد تلك التي أستخدمت في عقود القرن العشرين.

 

تدشين مجازر تعز وصنعاء وزنجبار وغيرها من مناطق اليمن ماهي بالنسبة لهم إلا مجرد مسرحيات وستتلوها مسرحيات رعب إجرامية أخرى في بقية ساحات التغيير والحرية يتم المصادقة على حياكتها وتوزيع أدوارها وإخراجها في الرياض لأنهم يظنون أنه بعد أن يثني صالح عزيمة الشعب اليمني بإستخدام آلياته المرعبة ستعود المبادرة الخليجية إلى المسرح اليمني ولو بطراريح وأغطية جديدة ظناً من أصحابها بأن الشعب قد أصبح خميد وجاء دور حميد وأتباعه. نقول لهم موتوا بغيظكم فقد جاءتنا تباشير يوم الحرية التي "لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا"

bassethubaishi@yahoo.com

 

 

--
=================================
**** الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام ****
*** The Palestinian Network for Press and Information ***
للـنـشــــر : ‏groupnasr@googlegroups.com
للمراسلة: nasrpress@Hotmail.com
الأرشيف الصحفي: http://groups.google.com/group/groupnasr
=================================
زملائنا الكرام // الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام .. عطاء لا متناهى ..
عمل بلا حدود … إلتزام بالأخلاق .. عطاء بلا حدود .. عنوان للتميز ..
=================================
اخلاء مسؤولية: جميع المشاركات في الشبكة تعبر فقط عن رأي مرسلها
فنحن لا نتبنى اي طرح سياسي و ما يرد علينا ننشره و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظرنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق