التاريخ :30/6/2011
ندوة في معهد وودرو ويلسون للدراسات والأبحاث - عملية السلام بين
الفلسطينيين واسرائيل وصلت الى طريق مسدود
والصراع بين الجانبين قد يتفجر في اية لحظة
مع اقتراب موعد توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم
المتحدة سعياً وراء استحقاق الشق الآخر لقرار مجلس الأمن رقم 181 الذي
أوجد إسرائيل ، ترتفع وتيرة الضجة في العاصمة الأمريكية واشنطن التي غرقت
حتى أذنيها في هذا الموضوع منذ اليوم الأول لبروز هذه الفكرة.
وتشهد واشنطن حركة غير عادية لنشاطات عدة في مراكز فكرها المتعددة لبحث
وتمحيص هذا الموضوع وما قد يترتب عليه من تبعات أو تداعيات في طبيعة
العلاقات الثنائية أو الإستراتيجية الأمريكية على المدى المنظور أو على
المدى المتوسط أو القريب.
ندوة مميزة
ولعل الندوة التي نظمها معهد وودرو ويلسون للدراسات والأبحاث وخصصها لبحث
هذا الموضوع امس الاول ارتقت في جدية نقاشها إلى المستوى الأفضل، متميزة
بذلك عن مرادفاتها في مراكز الفكر الأخرى التي شعرت بضرورة تخصيص الحيز
المطلوب لمناقشة "الحرج الذي قد يفرضه هذا التصرف المتهور من الجانب
الفلسطيني الذي من شأنه أن يحرج الولايات المتحدة ويربك مساعي السلام
ويقطع الطريق على الجهود المبذولة لتحقيق دولة للفلسطينيين" وفق وصف
المسؤولين الأمريكيين المتعددين بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما
ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.
شارك في الندوة التي نظمها معهد ولسون آرون ملر الذي يدير قسم الشرق
الأوسط في المعهد ذاته، والذي عمل لسنوات طويلة في الحكومات الأمريكية
المتعاقبة لعل أبرزها دوره كمفاوض أمريكي لمفاوضات السلام في الشرق
الأوسط أبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وحسين إبيش وهو
باحث أمريكي من أصول عربية ويعمل حالياً في مؤسسة " فريق العمل من أجل
فلسطين " التي يرأسها الفلسطيني الأمريكي زياد عسلي، وشاي فيلدمان وهو
باحث إسرائيلي يعمل أستاذاً في دراسات الشرق الأوسط في جامعة برندايز.
أما إدارة الندوة فقد أوكلت للصحفي البارز من صحيفة واشنطن بوست، نائب
المحرر المسؤول في الصحيفة، جاكسون ديهل المعروف بتقاربه الفكري من
اليمين الإسرائيلي الحاكم، والذي يخصص جزءاً كبيراً من كتاباته " لأهمية
قضايا الشرق الأوسط ".
عملية السلام في طريق مسدود
الندوة التي عقدت تحت شعار " اتفاق فلسطيني إسرائيلي؟ ما هو الممكن وما
غير الممكن " سيطر عليها طابع يبين أن " عملية السلام بين الفلسطينيين
وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، وأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قد
ينفجر بالعنف نتيجة التحركات الثنائية وأن ما قد يحدث في الأمم المتحدة
في الخريف القادم سيملأ بالضرورة الفراغ الذي اوجده غياب التفاوض الجدي
"، وإعطاء الانطباع أن " العودة إلى مفاوضات مثمرة مع نهاية هذا العام
أمر صعب المنال ولذلك فإن المناط بالباحثين والمحللين أن يركزوا على
تبعات هذا الواقع، وما قد يعكسه على الثلاثي الأمريكي والفلسطيني
والإسرائيلي وطبيعة إعادة ترتيب العلاقات بينهم ".
سؤال حول المفاوضات الجدية
افتتح جاكسون ديهل الندوة بتوجيه سؤاله إلى المشاركين الثلاثة " حول
إمكانية، أو قدرة الرئيس الأمريكي أوباما والفلسطيني محمود عباس ورئيس
الوزراء الإسرائيلي ببنيامين نتنياهو على تغيير مسيرتهم والمضي نحو
مفاوضات جدية تؤدي إلى نتائج ملموسة تخفف التوتر بين المتصارعين وتقودهم
نحو بر الحل السلمي الذي يرضي الطرفين، ويضع الولايات المتحدة في موقع
المحبة والاحترام في الشارع العربي ".
الإسرائيلي شاي فيلدمان يعتقد بأن " الإدارة الأمريكية والفلسطينيين
وإسرائيل يسيرون بسرعة نحو اصطدام القطار الذي سيؤدي إلى نتائج خطيرة،
وذلك لتقوقع كل منهم في المواقف غير المرنة، بينما تقف الولايات المتحدة
موقف المتفرج العاجز عن التأثير على الحدث ". وتساءل فيلدمان " ماذا
سيحدث عند اكتشاف الفلسطينيين لأهمية التظاهر بعشرات الآلاف ضد الاحتلال
والاستيطان بأسلوب سلمي، وكيف لذلك أن يؤثر على مستقبل الطرفين ومستقبل
علاقاتهما مع الولايات المتحدة ؟"
شاي فيلدمان
ويحذر شاي فيلدمان من أنه " على السطح تبدو الأوضاع في إسرائيل جيدة
فالاقتصاد منتعش والأبحاث العلمية مزدهرة والناس تستمع بحياتها اليومية
وكأنها بعيدة بعد الكواكب عن ما يجري في الأراضي المحتلة، ولكنهم في
الحقيقة متوجهون نحو هذا التصادم القطاري لا محالة، وذلك لأن تفاقم الوضع
الديموغرافي والتغيرات الناتجة عنه ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط مع
انسداد الطريق أمام حل سلمي وانشغال الطرفين في التوجه إلى مجموعتيهما
الشعبيتين ".
حسين إبيش
أما حسين إبيش الذي عبر عن عدم تأييده لفكرة الذهاب إلى الأمم المتحدة،
حيث أن " الفلسطينيين حصلوا على دراسات دولية " فيقول أن الجميع في مأزق
المراوحة في المكان الواحد، وأن " ليس هناك أي محفزات لنتنياهو للسعي
وراء اتفاق سلام؛ فهو يعرف أن الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية
عملياً بدأت وبالتالي فإنه لا يكون عرضة لضغوطات مهمة من قبل الإدارة
الأمريكية، ولعل أكبر دليل على ذلك هو في إصراره على قضية اعتراف
الفلسطينيين بإسرائيل كدولة لليهود النقطة التي لم تكن موجودة في
المفاوضات في عهد كلينتون على سبيل المثال ".
ويتساءل إبيش هل درس الفلسطينيون ماذا سيحدث في اليوم التالي بعد ذهابهم
إلى الأمم المتحدة وبعد أن تكون الولايات المتحدة قد اتخذت حق النقض وكيف
سينعكس ذلك على العلاقات التي يعتبرونها الأهم وهي علاقاتهم مع الولايات
المتحدة ومع الأوروبيين.
ولا يهتم إبيش بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس معتبراً أن ذلك
" جاء نتيجة اعتبارات شخصية للحركتين على محور تمخضات الربيع العربي.
ويحذر إبيش الفلسطينيين من أن " ما نراه في الأفق هو مواجهة مع الولايات
المتحدة في غير مكانها؛ وللنظر إلى قضية الاستيطان وما آلت إليه بسبب
الحديث عن الذهاب إلى الأمم المتحدة: بمعنى أن الاستيطان ينمو ويترعرع
ويزداد بالمئات من الوحدات الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، والقدس
بالتحديد دون أي احتجاج فعلي ".
أما بالنسبة لاحتمالات تفادي هذه المواجهة بين الفلسطينيين والولايات
المتحدة في ايلول القادم يقول إبيش " إن ذلك يعتمد على جدية الولايات
المتحدة بطرح خطة حقيقية وصريحة تعبر عن موقف الولايات المتحدة بخصوص
الحل تقول من خلاله تبدأ المفاوضات على أرضية ما قاله الرئيس أوباما في
19 ايار الماضي الذي اعتبر حدود عام 1967 كأساس للتفاوض "، إلا أن إبيش
اعترف بصعوبة هذا الاحتمال.
آرون ميلر
أما آرون ميلر الذي ما فتئ يعلق على هذا الموضوع في كل منبر يتاح له في
العاصمة الأمريكية، فقد تقدم بفرضياته محذراً " إن الفلسطينيين وإسرائيل
أسرى لخطابهم السياسي؛ أسرى للمواقف التي يعتبرون أنها تنسجم مع الحس
الشعبي العام للإسرائيليين والفلسطينيين، وأنه من هذا المنطلق، مدعوما
بموقف أمريكي مشلول نجد أنفسنا اليوم أمام الطريق المسدود".
ويستغرب ميلر هذا الجمود خاصة " وأن الكل يتحدث عن أن إطر الحل معروفة
لدى المفاوضين وطالما تم البت بها عاماً بعد عام ولكن لا أحد يستطيع
الذهاب نحو هذه النقطة بسبب اعتباراتهم الخاصة ". لذلك، يهيب ميلر
"بالإدارة الأمريكية أن تأخذ المبادرة وتقول دون تردد: هذه هي الأطر
للتفاوض على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض ".
إلا أن ميلر يستبعد حدوث ذلك بين الآن وشهر ايلول القادم " خاصة وأن
الأطراف المفاوضة لا زالت تعاني من فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 ".
وفي رده ولعل موقف ميلر تألق في الإجابة على رد سؤال من ے يخص مفهوم "
التفاوض على أساس عام 1967 ، والميكانيكية بهذا الاتجاه على ضوء اشتراط
ذلك باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية ". حيث قال الحقيقة " أن
هناك تفاوضا يخص أساس حدود عام 1967، وقضايا أخرى تخص حرب عام 1948 ".
يفسر ميلر " قضايا حدود 67 هي تعريف حدود الدولة الفلسطينية ومساحة
الأراضي التي سيتم تبادلها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوازية كانت
أو غير متوازية، وقضية القدس وإمكانية أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية،
ومناطق انتشار للقوات المسلحة الإسرائيلية على ضفة نهر الأردن ".
أما القضايا المتعلقة عام 1948 فهي أولاً قضية اللاجئين الفلسطينيين:
ماذا سيحدث مع هذه القضية ؟ هل سيتم استيعاب بعضهم ؟ تعويض بعضهم ؟
توطينهم ؟ جلبهم إلى المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية ؟ ". " أما
بالنسبة لقضية اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية فيعتقد ميلر أن
هذه القضية مرتبطة بالحرب التي انتهت عام 1948 والتي نشبت بالأساس من أجل
إنشاء وطن لليهود في فلسطين ".
قضية الدولة اليهودية
ولدى متابعة ے لميلر بسؤال حول لماذا هذا الطرح المفاجئ لهذه القضية –
قضية اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية يجيب الباحث والمفاوض
المخضرم " أعتقد أن هذه القضية التي لم يطرحها أحد حتى مؤتمر أنابولس تحت
رعاية الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش تم اكتشافها من قبل الليكود
الإسرائيلي الحاكم، ونتنياهو بالتحديد كوسيلة لعرقلة أي مفاوضات مع
الفلسطينيين "، وهو الأمر الذي شاهدناه في الأشهر الطويلة الماضية منذ
انتخاب نتنياهو رئيساً للوزراء. ويقول أيضاً "هناك احتمال أن بيبي
نتنياهو يريد إنهاء الصراع مرة وإلى الأبد وأنه يرى في ذلك إنهاء للصراع
بشكل فعلي."
الفيتو الاميركي
أما بخصوص السؤال حول " لماذا تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض
الدول الأوروبية ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة يهدف نزع الشرعية عن
إسرائيل كما تدعي واشنطن وتل أبيب " ، فلم يكن هناك إجابة واضحة من
المشاركين إلا الإشارة إلى أن " من شأن ذلك أن يجبر الولايات المتحدة على
فرض حق النقض الفيتو ويزيد من عزلتها العالمية هي وإسرائيل ويعزز التوتر
والشك في المنطقة العربية، وأن البديل يكمن في العودة إلى تفاوض جدي ".
أما بالنسبة لمبادرة فلسطينية بالنزول إلى الشوارع والتظاهر بآلاف مؤلفة،
أسوة بالشعوب العربية الأخرى التي تختبر الربيع العربي، كملجأ أخير
للفلسطينيين لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة، يقول ميلر " لا
أدري ما ستكون نتائج ذلك، ولكن أقول للفلسطينيين أنهم أول من قام
بالانتفاضات الشعبية ولم يقدهم ذلك إلى دولتهم المستقلة " وهي النقطة
التي احتج إليها شاي فيلدمان مقاطعاً " إن الانتفاضة الفلسطينية التي
اندلعت عام 1987 واستمرت لسنوات هي في حقيقتها ما أدى إلى اتفاقات أوسلو
واكتساب منظمة التحرير الفلسطينية لاحترام واعتراف دوليين ".
أما بخصوص ضرورة الاعتراف بيهودية الدولة، فيرد فيلدمان على هذا السؤال
مدعياً " أن هذه النقطة طرحت في إطار رد الحكومة الإسرائيلية على مشروع
نائب الكنيست العربي السابق عزمي بشارة الذي طالب بقيام دولة لكل
مواطنيها "
واتفق المشاركون على أنه ليس لإسرائيل في الوقت الراهن الكثير مما تخشاه
من التشبث بالمواقف المتعنتة ونشر الاستيطان أو اتخاذ الخطوات
الانفرادية.
بوادر اختلاف مع الليكود
كما اتفق المشاركون على " أن هناك بوادر شرخ داخل ائتلاف الليكود بالنسبة
لخطورة الوضع الديموغرافي وما يفترضه ذلك من ضرورة التوصل إلى حل سلمي
بين الفلسطينيين وإسرائيل يكلل بحل الدولتين وفق المعايير والأطر
المعروفة وأننا نشهد ذلك بشكل متزايد، فقد خرج في الفترة الأخيرة عدد من
مسؤولي الموساد السابقين وجنرالات الجيش الإسرائيلي الذين طالبوا نتنياهو
بالعودة إلى التفاوض على أساس الموقف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك
أوباما في 19 ايار الماضي ؛ على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض ".
حل الدولتين
يشار إلى أن الدعوة لتنفيذ حل الدولتين وفق ما دعا له الرئيس الأمريكي في
خطابه المذكور تشهد استقطاباً واسعاً في الولايات المتحدة حيث بادرت
مجموعة من القيادات اليهودية الأمريكية بشراء صفحة كاملة في صحيفة
نيويورك تايمز الثلاثاء 28/6، يحذرون فيها أن " عدم القدرة إلى التوصل
لحل الدولتين سيؤدي بإسرائيل لدولة غير يهودية وغير ديمقراطية ".
Mousa.safadi@groups.live.com
تقارير الصحافة العربية و الأجنبية
ندوة في معهد وودرو ويلسون للدراسات والأبحاث - عملية السلام بين
الفلسطينيين واسرائيل وصلت الى طريق مسدود
التاريخ 30-6-2011
صلاح خلف للإعلام
عنوان المجموعة الموقع الحالي هو :
http://groups.google.com/group/slahkhalaf-aboueyad
عنوان البريد الإلكتروني الحالي:
slahkhalaf-aboueyad+garchive-71014@googlegroups.com
--
=================================
**** الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام ****
*** The Palestinian Network for Press and Information ***
للـنـشــــر : groupnasr@googlegroups.com
للمراسلة: nasrpress@Hotmail.com
الأرشيف الصحفي: http://groups.google.com/group/groupnasr
=================================
زملائنا الكرام // الشبكة الفلسطينية تهنئ الزميل نصر أبو فول بتكريم الأسرى داخل سجون
الإحتلال جائزة أحرار الإعلامية له , لما بذله من رفعة قضيتهم إعلاميا وسياسيا ... الحرية لأسرانا
=================================
اخلاء مسؤولية: جميع المشاركات في الشبكة تعبر فقط عن رأي مرسلها
فنحن لا نتبنى اي طرح سياسي و ما يرد علينا ننشره و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظرنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق