ذكرى النكسة تأتي هذه الأيام حزينة ومؤلمة على الشعب العربي عامة و الشعب الفلسطيني بصفة خاصة وهي ذكرى حرب الأيام الستة أو ما تعرف بالنكسة , تلك التي أدت إلى احتلال باقي فلسطين من قبل كيان الإحتلال الإسرائيلي وضياع كافة أراضي فلسطين التي كانت بين أيدي العرب و التي رفضوا تسليمها للفلسطينيين بحجة انها قد تضيع من أيديهم , تلك الذكرى الرابعة والأربعين لهزيمة الخامس من يونيو عام 1967.
تأتي هذه المناسبة لتعيد فتح الذاكرة على مرحلة من مراحل المعاناة العربية ـ الفلسطينية التي لا تزال آثارها المدمرة تعشش في داخل كل مواطن عربي وتلقي بثقلها على واقعنا الراهن , تأتي هذه الذكرى و الشعب يريد العودة للوطن و لكن كانت الصدمة بالمنع من قبل السلطات اللبنانية لأي نشاط تجاه الحدود مع فلسطين المحتلة .
أما في مخيم عين الحلوة فالزائر عندما يدخله يجد الوجوه مكفهرة و حزينة كانت ترغب بالذهاب لحدود بلادها و التنشق من عبير الوطن و لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي المسيرات و في هذا الإطار قامت شبكة الترتيب العربي الإخبارية بزيارة للمخيم و الاطلاع على انعكاسات هذا القرار على الشارع في عين الحلوة من بعض قادة المخيم , خاصة بعد أن علمنا بمنع اي تظاهرات أو اعتصامات داخل المخيم من قبل قادته و ذلك خوفا من تحولها لمواجهات مع الجيش اللبناني , في ظل الاحتقان الشعبي الممتعض لقرار الدولة اللبنانية بمنع المسيرات تجاه الحدود مع فلسطين المحتلة .
تدخلت كل دول أوروبا و أمريكا للضغط على لبنان كي لا تتقدم مسيرات اليوم بذكرى النكسة الى الحدود مع الكيان الغاصب , لأن كيان الإحتلال الصهيوني بات يشعر ببداية نهايته , فبعد انفاق مليارات الدولارات كي ينسى هذا الجيل فلسطين عبر ما يسمى بالمؤسسات الإنسانية عاد و أكد هذا الجيل الفلسطيني الذي يعتبر الثالث بعد النكبة على فلسطينيته و أكد انه لن ينسى فلسطين و هذا ما يدعو العواصم العربية للمسير باتجاه تحرير الأقصى , أما نحن في لبنان فنلتزم قرارات الدولة اللبنانية و نؤكد على ان مواجهتنا مع الإحتلال و ليست مع اي طرف عربي أخر .
هذه التحركات الشبابية ما هي الا كرة نار تكبر يوم بعد يوم لتحرق الإحتلال و يبقى خيارنا الأساسي هو الكفاح المسلح لتحرير فلسطين و اليوم أن الأوان لاستمرار مسيرات العودة لفلسطين , و هذه العودة هي أمر طبيعي و بديهي و حق من حقوق الشعب الفلسطيني المكتسبة .
أبو نضال الأشقر ( جبهة التحرير الفلسطينية ) :
ان 15 ايار 2011 يوم مشهود بانتظار يوم موعود فكان يوم تحول تاريخي للشعب الفلسطيني وأكد وحدته في الميدان حول التمسك بحق العودة الى فلسطين برفض التسويات و المساومات و التنازلات المذلة للتمسك برفض كل اشكال التطبيع و التعاون الأمني مع هذا الكيان عبر كل أشكل المقاومة .
أما اليوم في ذكرى النكسة فتتكرر المحاولة رغم منع هذا التحرك نتيجة التهديدات الإسرائيلية لتؤكد اننا مازلنا نعيش الخوف من هذا الكيان مع انه ثبت بالدليل الملموس ان هذا الكيان هو كيان هزيل لا يمكن ان يصمد امام حركة الشعوب , فبالرغم من كل محاولات تشتيت و تمزيق هذا الشعب عادت القضية الفلسطينية كقضية مركزية توحد الشعوب العربية ضد المشروع الأمريكي الصهيوني لتمزيق المنطقة , و يجب تجديد الحالة الفلسطينية بوحدة فعلية تحت راية المقاومة .
اللينو ( الكفاح المسلح الفلسطيني ) :
في ظل الحراك القائم في الوطن العربي تأتي ذكرى النكبة و ذكرى النكسة , فذكرى النكبة تعنينا نحن كفلسطينيين اما ذكرى النكسة فهي تعني كل الوطن العربي و كل مواطن عربي شريف , فالزخم الذي صار هذ العام و الذي تمثل بالتحرك الشبابي بذكرى النكبة سببه الحراك في الوطن العربي فأعطى هذه الذكرى معنى أكبر و اسقطت كل المقولات و اشهرها مقولة جولدامائير ( الكبار يموتون و الصغار ينسون ) أما الأن فنرى أن الصغار يزحفون باتجاه فلسطين .
و بما أن ذكرى النكسة تعني كل العرب فنحن في لبنان خصوصا نلتزم بقارات الدولة اللبنانية و الجيش اللبناني و حريصون على أمن و استقرار لبنان , و أيضا نحن ملتزمون بقرارات الأمم المتحدة و خاصة قرار حق العودة 194 و نرفض التوطين و التهجير , و ملتزمون أيضا كل أشكل المقاومة و نؤيدها لكن ضمن ترتيبات تضمن سلامة و أمن شعبنا و خاصة المدنيين , و نلتزم إلتزام كامل بتوجيهات قيادتنا و توجيهات الأخ الرئيس أبو مازن .
الفضل الدائم للشباب العربي الذين أقاموا هذه الثورات التي امتدت للشباب الفلسطيني الذين كان لهم دور في انهاء الإنقسام و المسيرات الى الحدود الفلسطينية و الذي حصل في 15 ايار هذا العام اعاد القضية الفلسطينية لموقعها الحقيقي مؤكدا ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع محوري محتدم , و اثبت ان كل الاتفاقيات من اوسلو لكمب ديفد و غيرها لم تعطي الكيان الصهيوني تشريع لوجوده بفلسطين و يؤكد شعبنا ان كل فلسطين هي للفلسطينيين فقط .
فبالرغم من ان المسيرات كانت ارتجالية و لكن ما فعله الشباب كان فريداً من نوعه شبيه بالعمليات الاستشهادية لمواجهة الإحتلال , و هذه بوادر لأن نقول بأن هذا العام هو عام خير و أن عصر الهزائم قد ولى و بدء عصر الانتصارات .
اما بالنسبة للنشاط المقرر بذكرى النكسة كان واضح انه كان هناك طلب من اخواننا اللبنانيين بأن لا تخرج هذه المظاهرات باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة لأنها قد تسبب حرج للدولة و ليست لها مصلحة بأي مواجهه و نحن نحترم رغبة اللبنانيين لأننا ضيوف على هذه البلاد , و نلتزم بقوانينها .
و لكن تم اعلان الإضراب و الاعتصامات في بعض المخيمات , و نأمل ان شاء الله ان تكون هناك تحركات قادمة , و نؤكد بأن مشروع المقاومة بكل أشكالها قائمة و نأمل ان يتجاوز شعبنا مرحلة الإنقسام و يجب تشكيل مرجعية واحدة ترعى شؤون الفلسطينيين بالشكل السليم خاصة مع الدولة اللبنانية .
عبد العزيز طارقجي ( حقوقي فلسطيني ) :
التحركات التي جرت في 15 ايار هي تحركات شرعية و قانونية و هي حق مكتسب للشعب الفلسطيني بحسب الشرعة الدولية لحوق الإنسان و بحسب القانون الدولي , و إن تهديدات الإرهابي بنيامين نتنياهو رئيس حكومة كيان الإحتلال ليست سوى دليلا و تأكيدا على عنصرية و اجرام هذا الكيان الخارج عن القانون , كما أن ما جرى اليوم من أعمال و حشية ارتكبها الإحتلال كان قد هدد بها عبر الأسابيع الماضية ترتقي الى جريمة ابادة جماعية لجموع من اللاجئين الفلسطينيين الذين أرادو العودة الى أرضهم التي هجروا منها قسرا بفعل الإحتلال الإرهابي الإسرائيلي .
كما نشير لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعى من خلاله الحكومات بمنع اطلاق اساطيل الحرية و مرورها عبر أراضيهم ليست سوى انزلاق نحو التهديدات الإسرائيلية لتهديد الشعوب العربية , وهي اساءة للمنظمة الدولية اولا و للشعب الفلسطيني ثانيا و لكافة المدافعين عن حقوق الإنسان ثالثاً، لذلك نطالبه بالإعتذار الفوري .
أما بالنسبة لقرار الذي اتخذته القيادة السياسية اللبنانية بمنع الوصول للحدود مع فلسطين المحتلة في ذكرى النكسة هو قرار غير سليم و ننظر لهذا القرار خشية من تهديدات الإرهابي نتنياهو ويرتقي الى التصنيف العنصري الذي تتبعه بعض الأطراف اللبنانية تجاه الفلسطينيين في لبنان .
المصدر : arabratib.net
http://www.ni-news.net/news.php?action=view&id=512
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق