السبت، 2 يوليو 2011

( Palestine ) سياسة اللا معنى – فهمي هويدي

صحيفة السبيل الأردنيه السبت 1 شعبان 1432 – 2 يوليو 2011

سياسة اللا معنى – فهمي هويدي

http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2011/07/blog-post.html

 

في اليوم الذي أدى فيه السفير محمد العرابي اليمين الدستورية ليتسلم منصبه وزيرا للخارجية، نشرت الأهرام  (يوم 26/6) تصريحات قال فيها إنه سيعتمد في مهمته على الدبلوماسية الناعمة التي ترتكز على رصيد مصر التاريخي والثقافي،

 وإن الرسالة الأساسية للوزارة في رأيه هي رعاية المصريين في الخارج وتحسين علاقات مصر مع جميع دول العالم.


وهو كلام أصابني بالإحباط حين وقعت عليه، لأنني خرجت منه بما يفيد أن الوزير الجديد ليس لديه ما يقوله. فالحديث عن القوة الناعمة (على فرض أنها موجودة وإن كنت أشك كثيرا في ذلك) يقول به كل أحد، ويستطيع أن يتحدث به بضمير مستريح أي وزير في أي دولة آسيوية أو إفريقية أو غربية.


ثم إن حكاية تحسين العلاقات مع العالم والاهتمام بالمصريين المهاجرين ليس فيها أي إضافة معلوماتية تذكر. كأنه أراد أن يقول لنا إن وزارة الخارجية ستؤدي وظيفتها كوزارة للخارجية، أو أن وزارة الصحة ستعتني بصحة المواطنين!


قارنت كلام الوزير الجديد بسلفه الدكتور نبيل العربي، فوجدتها مقارنة بين المعنى واللامعنى. فقد تحدث الدكتور نبيل حين تسلم الوزارة عن أربعة محاور للسياسة الخارجية هي:

العمل على تطبيع العلاقات مع إيران

ــ فتح معبر رفح

 ــ التعامل مع واشنطن من موقع الند

ــ عدم الانصياع للتهديدات الإسرائيلية ومطالبتها بالوفاء بالتزاماتها في اتفاقية كامب ديفيد، التي ذكر أنها قابلة للمراجعة والتعديل.

 

وهي رؤية إذا وضعتها إلى جانب حكاية القوة الناعمة وتحسين العلاقات مع دول العالم، فلن تحتاج إلى جهد لكي تعرف أين يكمن المعنى وفي أي جانب يتجسد اللامعنى.


حتى أكون أكثر دقة، فإنني لا أعرف ما إذا كان كلام الدكتور نبيل العربى تعبيرا عن رأيه الشخصي، أو أنه رأي المجلس العسكري، أو أنه كان استلهاما لروح ثورة 25 يناير.

لكن الذي لا شك فيه أن ما قاله الرجل لقي ترحيبا وحفاوة من الجماعة الوطنية المصرية، وأعاد الثقة في سياسة مصر الخارجية، بل إنه أنعش العالم العربي بأسره الذي اعتبره إشارة إلى أن مصر الحقيقية ــ بعزتها وكبريائها ــ أطلت برأسها أخيرا بعد طول غياب.


لا أخفي أننى من البداية لم أكن متعاطفا مع السيد محمد العرابي لسببين،

 

 أولهما أنه قضى أربع سنوات في إسرائيل. بعدما أمضى فترة مماثلة في واشنطن مسئولا عن العلاقة مع قادة الحركة الصهيونية هناك الذين يتركزون في منظمة «ايباك»،

وهذه الخلفية جعلته يتبنى موقفا من إسرائيل مطابقا إلى حد كبير مع موقف النظام السابق ورئيسه الذي اعتبرته الدولة العبرية «كنزا استراتيجيا لها».

 

 السبب الثاني أن الرجل كانت له علاقة خاصة ومتميزة مع رأس النظام السابق، الأمر الذي أطال مدة بقائه في ألمانيا إلى سبع سنوات، وهي نحو ضعف المدة التي يقضيها الدبلوماسي في الخارج عادة.


حدثني بعض أقرانه عن أن للرجل فضائله الشخصية المقدرة التي تشهد له كدبلوماسي محترف وعالي الكفاءة، وذلك يحسب له لا ريب، لكنني أتحدث عن الوجه السياسي له وليس جانبه الشخصي.

 

ذلك أن خلفيته السياسية تستدعي أكثر من سؤال، منها مثلا:

ما هي معايير اختيار وزير الخارجية؟

وهل صحيح أن ارتباطه بصلة قرابة مع أحد أكابر النظام الجديد كان من عوامل ترجيح كفته؟

وهل يعد اختياره بخلفيته تلك تعبيرا صادقا عن مصر ما بعد 25 يناير؟

وهل بعد يمكن أن يمر ذلك الاختيار لو أن الوزير جرى اختباره وتمت مناقشته في آرائه من قبل لجنة الشئون الخارجية في أي مجلس نيابي منتخب. كما هو الحاصل في تقاليد الدول الديمقراطية؟

ــ (بالمناسبة هذا يحدث في الولايات المتحدة بل يحدث أيضا في إيران).


لقد اعتدنا في مصر ألا نسأل، وإذا سألنا لا يرد علينا، عن أسباب ضم أي وزير للوزارة أو أسباب خروجه منها.

كما اعتدنا أن يكون الوزير مسئولا أمام رئيس الجمهورية وليس أمام الشعب. ومن ثم فمهما فعل فإنه يظل باقيا في منصبه ما بقي مشمولا بالرضا السامي، لكننا نحسب أن تلك تقاليد عهد مضى وانقضى، وأن تجاهل كبرياء الشعب وعدم احترام إرادته من مفاسد العهد السابق التي طويت صفحتها. إلا أن ذلك الظن بات يحتاج إلى مراجعة في الحالة التي نحن بصددها.


ليست حالة وزير الخارجية فريدة في بابها، لأن في التشكيلة الوزارية الحالية أكثر من عضو لا يكاد يصدق المرء أنهم أعضاء في حكومة الثورة المصرية، الأمر الذي يحيرنا في تقدير كفاءة معايير الاختيار، بقدر ما يدهشنا السكوت عما تبين من سوء في الاختيار.


ولست أشك في أن الرأي العام لديه من الوعي والذكاء ما يمكن كثيرين من أن يشيروا بأصابعهم إلى النماذج التي أعنيها.

وأخشى إذا استمر ذلك الوضع أن يفيض الكيل بالناس، فيكفون عن الانشغال بالدستور أو الانتخابات أو حتى الفقراء، بحيث يصبح لديهم هم واحد يدفعهم إلى رفع شعار تغيير الحكومة أولا.

..................

--
لمراسلة مدير المجموعة:
Palestine.Dr@gmail.com
منتصرون بإذن الله
----------------------
 
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة "فلسطين - عام
التحرير".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
palestine1@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
palestine1+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/palestine1?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق