  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود   تنبيه للقُراء الكِرام أود أن أحيطكم علماً أهلنا الأفاضل أن هذه أحكام ديننا الحنيف و لم ننقص منها و لم نزد عليها شيئاً و هى فى الأصل أحكام و دروس يمكن الفتوى بها و الإسترشاد بها و لكن على من يريد الفتوى أن يسأل أهل الفتوى المفوضين بذلك و هم المختصين بذلك و يجب على كل مسلم سؤالهم فيما يخصه فى أى شئ سواء أكبير كان أو صغير اللهم إن كان ما كتبت و قلت صواباً فمنك وحدك لا شريك لك و إن كان خطأ فمن نفسى و الشيطان و أسألك اللهم العفو و الغفران و الله ولى التوفيق أخيكم / هشام محمود عباس  نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق  ( الحلقة الثامنة و الأربعون ) { الموضوع السادس الفقرة 05 } ( هل فى المال حق سوى الزكاة ) أخى المسلم
لقد أنتهينا و الحمد لله فى الحلقة السابقة عن ما يستحب للمتصدق فعله و سنتحدث اليوم عن التصدق بجميع المال
هل يجوز للمسلم أن يتصدق بكل ماله
إذا كان للرجل مال و هو قادر على الكسب و ليس له أولاد و لا زوجة و لا أبوين يعولهم و ليس عليه دين جاز له أن يتصدق بماله كله فقد تصدق أبوبكر رضى الله عنه بماله كله و وضعه بين يدى النبى صلى الله عليه و سلم
أما إذا كان الرجل غير قادر على الكسب أو كان له من يعولهم أو كان عليه دين فلا يجوز أن يتصدق بالمال كله
فعن جابر رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء بمثل بيضة من ذهب فقال يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهى صدقة لا أملك غيرها فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك فأعرض عنه ثم أتاه من قبل ركنه الأيسر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته أو عقرته ثم قال ( يأتى أحدكم بماله كله يتصدق به ثم يجلس بعد ذلك يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى ) أى فى حال الغنى و اليسار رواه أبوداود و الحاكم
أخى المسلم أن التشريع الإسلامى يقضى بالتوسط فى الأمور فلا يعطى الأنسان غيره ما هو فى حاجة إليه إلا إذا كان من خواص المتوكلين مثل أبى بكر الصديق رضى الله عنه
قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } البقرة219 والعفو هنا معناه الزياده
و قال تعالى { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } الإسراء29
التصدق على الحيوان
هل يجوز التصدق على الحيوان ؟؟ نعم يجوز التصدق على الحيوان فالإسلام يحث على الرحمة و العطف بالأنسان و الحيوان فيأمر المسلم أن يتصدق على الحيوان كما يتصدق على الأنسان فيطعمه و يسقيه و يرعاه ما دام هذا الحيوان أليفاً مستأنساً و يكون له بذلك عند الله أجر عظيم
و روى البخارى و مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينما رجل يمشى بطريق أشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيه فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى كان قد بلغ منى فنزل البئر فملأ خُفه ماء ثم أمسكه بفمه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله أأن لنا فى البهائم أجرا فقال فى كل كبد رطبة أجر )
و رُوُىَ أنه صلى الله عليه و سلم قال ( بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل فنزعت موقها فأستقت له به فسقته فغفر لها به ) الركبة هى اناء أو قربة بغى أى زانية الموق هو الخف الذى يلبس فى القدم
الصدقة الجارية ماهى الصدقة الجارية ؟؟
الصدقة الجارية هى التى ينتفع الناس بها عند موت فاعلها فيكون له بها أجرا ما دام الأنتفاع قائما كمسجد بناه أو معهد شيده أو بئر حفرها أو شجرة غرسها أو دار وقفها لطلاب العلم أو مصحف وهبه لمسلم أو مسلمة قرأو فيه و نحو ذلك من أنواع الخير و ما أكثرها
يقول النبى صلى الله عليه و سلم إذا مات أبن أدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه أحمد و مسلم و غيرهما
أخى المسلم نكتفى بهذا القدر و نستكمل الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى بموضوع هل يجوز الدعاء للمزكى و شكره  حــكـمـــة اليـــوم
من فرح بالدنيا إذا جاءته فلقد ثبت حمقه و أحمق منه من إذا فاتته حزن عليها فمثالك كمن جاءته حية لتلدغه ثم مضت و سلمه الله منها فحزن عليها أن لم تضُره 
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته هشام عباس محمود  |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق