الأحد، 22 مايو 2011

[الفلسطينية] دحــلان كسر نظريـة القيـادي الأراجـوز

دحــلان كسر نظريـة القيـادي الأراجـوز

بقلـم

رمـزي صادق شاهيـن

 

محمد دحلان ، هذا الإسم الذي كان ولازال دائماً محل جدل ، فمنذ سنوات طويلة برز ذلك الشاب العنيد في صفوف أبناء جيله من كوادر فتح الذين كانوا داخل الوطن ، حتى وبعد خروجه إلى المنفى ولقاءه أمير الشهداء أبو جهاد والشهيد أبو عمار وتبنيه كشخصية فتحاوية يتنظره مستقبل واعد ، شكل وجوده حيره لدى الصف القديم من القيادات في حركة فتح ، حيث وجدوه كادراً شاباً يتمتع بشعبية بين صفوف المقاتلين الذين كانوا صفوة رجال الانتفاضة الشعبية في أرض الوطن ، واستطاع بحنكته جمع شمل كُل العقول الفتحاوية الشابة التي كانت حينها ، مما أدى إلى خلق حالة رفض ومنع لشخص دحلان لزحفه بإتجاه هرم القيادة وعلى رأسها القائد أبو عمار .

 

مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية وتكليف دحلان بقيادة جهاز الأمن الوقائي ، بدأت مرحلة جديدة من الهجوم عليه ، فكانت الإتهامات تكال له من حدب وصوب تارة بالعمالة لإسرائيل وتارة بعمالته للولايات المتحدة ، وأنه أسطورة التنسيق الأمني ضد المقاومة ، وهذا ما ثبت عكسه عندما كُشفت وثائق تفيد بأن دحلان كان محوراً هاماً في حماية عدد من أهم الكوادر العسكرية المطلوبة لإسرائيل ، والتي أقام جزءاً منها في مقره بالأمن الوقائي ، وبعضهم التحق بهذا الجهاز وشكل عنصراً مهماً فيه ، ولدينا من الأسماء الكثير والتي لا نريد أن نذكرها حفاظاً على خصوصيات الناس .

 

مع الإنتقال للعمل السياسي انتقلت الماكنة الإعلامية لمهاجمة دحلان من جديد ، فكانت الجزيرة وقنوات فضائية عربية تُكيل الإتهام وراء الآخر لهذا القيادى ، عجزت أياً من هذه القنوات إثبات هذه التهم ، بل كانت مُجرد إشاعات وأقاويل الهدف منها النيل من سمعته بغرض إبعاده عن الساحة السياسية .

 

وقد شكلت شعبية محمد دحلان في قطاع غزة مصدر إزعاج للبعض ، وبالمناسبة ليست حماس وحدها من انزعج من فوز محمد دحلان في الانتخابات التشريعية ، بل أن هناك محاور في حركة فتح كانت أكثر انزعاجاً من تقدم هذا الكادر الذي يُشكل حرجاً لوجود بعضهم في مواقع قيادية متقدمة في السلطة الوطنية بشكل عام وحركة فتح بشكل خاص ، وهنا بدأت مرحلة تصفية الحسابات من خلال اتهامات أحداث 2007م والتي ثبت أنه ليس مسوؤلاً عما حدث للسلطة والحركة ، بل أن المنظومة بشكل عام كانت يعتيرها الخطأ وجاءت الأحداث كنتيجة طبيعية لفقدان السلطة الوطنية هيبتها في الشارع الفلسطيني ووجود السلبيات وتراكم الأخطاء .

 

ليس من المنطقي وفي هذه الظروف أن يبقى كادر فتحاوي أو مسئول في السلطة الوطنية حمل كُل هذه الإتهامات على مدار السنوات بكل هذه الشعبية الجارفة أن لا يمس ، لذلك تم اختلاق القضية الأخيرة ، في إطار الوقيعة بينه وبين الرئيس أبو مازن ، حيث اقتنع البعض بأن هذه القضية ستكون هي نهاية هذا الرجل ، وبالتالي فان المرحلة القادمة تحتاج تنحية وتهميش هذا الكادر الذي استطاع قول ( لا ) بكل جرأة ، كادر وقائد إستطاع أن يقف وبشجاعة أمام العديد من الرياح العاتية ، دافع عن أبناء غزة في ظل تخلي العديد من المسئولين عنهم واعتبار غزة جزء مُهمش في المعادلة السياسية الفلسطينية ، برغم الشعارات والموازنات والرواتب ، إلا أن الحقيقة هي أن الكُل ترك غزة والآن أصبحت غزة شيئاً من الماضي بالنسبة للبعض .

 

سيقول البعض أن هذه مُجرد محاولة للدفاع عن دحلان من أجل مصالح شخصية أو خاصة ، أو نفاق للرجل ، وهذا بالتأكيد غير صحيح ، لأن التخلي عن قياداتنا وكوادرنا ليس من الشجاعة فالواجب الادبى والاخلاقى يلزمنا بذلك ، ولأن التحريض على قادة العمل الوطني لمجرد خلاف شخصي أو إصطفافات فئوية أو جغرافية يجب أن تنتهي ، لأن غزة بكوادرها وأبنائها كانت ولازالت تعمل من أجل وحدة جغرافية فلسطينية واحدة وتنظيمية واحدة ، ولن تكون يوماً كبش فداء لأجندات مناطقية .

 

وهنا تتبادر إلينا المقولة المشهورة التي يتداولها العديد وهى ( أن الشجرة المثمرة دائما ما يحاول البعض رميها بالحجارة ) فشخص نقش له اسماً في سجل القادة المميزين الذين يصنعون تاريخا مشرفاً لقضية اهترئت من نسيان الأحرار للظلم الذي اعتراها فلن نتوقع إلا الوقيعة به وبمن دار في فلكه إلى يوم الدين .

 

سيبقى محمد دحلان قائداً شجاعاً ، له مواقف رجولية عديدة ، وله أخطاء جاءت بفعل العمل التراكمي ، وهذا بالتأكيد ليس عيباً ، فمن يعمل يُخطئ ، ومن يجلس بجانب الأسوار هرباً من المسؤولية بالتأكيد لن يُخطي ، وأعتقد أن محمد دحلان لن يكون مثالاً للقيادي الأراجوز الذي يتحرك من خلال خيوط يحملها البعض بيديه ويُحركها كيفما يشاء .

 

&&&&&&&&&

صحفي وكاتب فلسطيني

ramzi.s.shaheen@gmail.com

 

 

--
=================================
**** الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام ****
*** The Palestinian Network for Press and Information ***
للـنـشــــر : ‏groupnasr@googlegroups.com
للمراسلة: nasrpress@Hotmail.com
الأرشيف الصحفي: http://groups.google.com/group/groupnasr
=================================
زملائنا الكرام // الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام توجه تحية وتقدير لكافة أبناء الشعب
الفلسطينى فى الداخل والخارج والشتات وقياداته العظيمة فى ذكرى نكبة فلسطين وتدعو الله
أن يعود أبناء الشعب الفلسطينى لوطنهم بعدما هًجروا منه قسرا من قبل الاحتلال الإسرائيلى
=================================
اخلاء مسؤولية: جميع المشاركات في الشبكة تعبر فقط عن رأي مرسلها
فنحن لا نتبنى اي طرح سياسي و ما يرد علينا ننشره و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظرنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق