خطأ منع عقد مؤتمر ائتلاف شباب 15 آذار
بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – 31 – 5 – 2011م
منع حكومة حماس عقد المؤتمر خطأ يجب عدم تكراره ، وذلك انطلاقا من ضرورة إيماننا بالتعددية السياسية وعدم إلغاء الآخر ، فإذا كانت المذاهب الإسلامية تتقبل الاختلاف فيما بينها ، والذي اعتبره العلماء رحمة ، ( ففي شريعتنا السمحة اختلاف العلماء رحمة بالأمة ) فلماذا لا نقر بأهمية التعددية التي تؤدي إلى عصف فكري وتلاقح الأفكار ، وإذا كان الخلاف رحمة وفق إجماع علماء الأمة ، فمن غير اللائق أن تعتبر جهة فلسطينية أنها تمتلك الحق المطلق ، وان الكل الفلسطيني الآخر على خطأ ..
باتت التعددية السياسية أمرا ملحا بفعل حساسية المرحلة التي نمر بها ، فنحن مقبلين على فترة تغيير نحتاج فيها إلى تلطيف الأجواء ، وتجسيد خطوات الثقة نحو المصالحة الفلسطينية التي لا زالت حبرا على ورق ..
ائتلاف شباب الخامس عشر من آذار يرفضون أي وعاء يحضنهم ، وانطلقوا من رحم المعاناة ، لا هدف لهم غير تحقيق المصالحة ، خدمة للمصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني ، ولا مصالح خاصة لهم ، ولا ولاءات تربطهم بأحد ، وإذا كنا نحن نتفق معهم أو نختلف ، فهم شباب شعروا بمسئولياتهم الوطنية والأخلاقية ، منهم طلاب جامعات وخريجين وعاطلين عن العمل وعمال ، يشعرون أنهم في ضياع ، وأنه لا مستقبل لهم أمام واقع الانقسام المأساوي ، وان الكثير من شبابنا تركوا وطنهم وهاجروا إلى أوروبا ؛ بحثا عن مستقبل أفضل ، وهروبا من نار نتائج الانقسام الذي يجب أن يتحمل تبعاته المنقسمون أنفسهم .
ائتلاف شباب الخامس عشر من آذار حملوا الهمَّ الوطني ، فهم جديرون بالاحترام والاهتمام بهم ، والاستماع إليهم ، لذلك ينبغي إعادة النظر في التعامل معهم ، فرفضهم وتضييق الخناق عليهم ، وتحجيم أنشطتهم ، لا يخدم سوى أجندة حزبية ضيقة .
يجب إعادة الحسابات في الفكر السياسي الفلسطيني ، خاصة ونحن الآن نقف أمام أفق مسدود ، لا يمكن أن يخترقه فكر سياسي منفردا ..
نحن اليوم في حاجة ماسة إلى خطوات عملية ، تعمل على دعم المصالحة وتثبيتها ، ورؤية تجلياتها على أرض الواقع ، وعلى الرغم من تصريحات قادة الطرفين حول المصالحة ، وكأنها قاب قوسين أو ادني ، إلا أنه لا زالت الاستدعاءات والاعتقالات والتراشق الإعلامي وإغلاق المؤسسات في غزة والضفة ظاهرة للعيان ، لذلك إن منع عقد مؤتمر ائتلاف شباب الخامس عشر من آذار هو خطأ لا يخدم المصالحة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق