بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات الثورة السورية الكبرى 2011م||24||
إلى غرف عمليات الثورة المباركة !
ها نحن في اليوم السادس والستين من الثورة المباركة , إن أضعف وصف لما حدث ويحدث في مدن سورية وقراها اليوم هو" المذبحة المفتوحة المستمرة منذ الخامس عشر من أذار... ميدانياً يكشف مسار الأحداث عن ثلاث محاور ميدانية يتبعها النظام لوأد الثورة المباركة:
1- إحتلال عسكري مباشر للمدن الساخنة يقوم على " فصل وتقطيع" مناطقها عن بعض بواسطة قوات عسكرية صغيرة متمركزة في مفاصل المدينة فيما يترك لقوات الأمن ودوريات المرتزقة القيام بدوريات متحركة إضافة إلى
2- حملات إعتقال وترهيب وتعذيب واسعة وكبيرة تطال المئات بشكل دوري وتقود إلى " إحداث حلقات مفقودة" في سلسلة فعاليات الحراك الشعبي وفق قوائم تحدثّ تلقائياً وتغذى من شبكة من الجواسيس والمخبرين غالبيتهم من أعضاء حزب البعث المنتفعين إضافة إلى
3- تجييش وإستثمار لعناصر مدنية بعثية أو طائفية للمساعدة في عمليات الدهم والإعتقال ونتحدث عن شبكة من المنتفيعن من النظام مراكزاً ومهاماً وتجارة وفساداً ومالاً وما إلى ذلك
لكن هذه المحاور ترجح تأكيد عدة فرضيات رسمناها في يومية سابقة وهي " أنه بعد أكثر من شهرين من الثورة المضطردة المتزايدة" فإن قوات الأمن قد أرهقت ولم تعد بمفردها قادرة على " السيطرة" ولذا تم اللجوء إلى إستخدام قوات الجيش وطوابير المرتزقة بهدف " تخفيف الضغط الشعبي" على قوات الأمن وتفريغ أكبر عدد ممكن منها لعمليات الإعتقال والتحقيق والتعذيب ويكشف الرقم التقريبي لعدد المعتقلين والمقدر بعشرة ألاف معتقل حتى الأن تعويل النظام على هذه الوسيلة بشكل كبير للقضاء على الثورة . على هذا النحو يفكر النظام ويخطط ... ولكن كيف علينا نحن أن نفكر وننفذ؟
علينا أن نتذكر أن المظاهرات لا تؤدي إلى إسقاط نظام ما ما لم تترافق مع خطوات متقدمة أهمها الإضراب العام والعصيان المدني واللذين يؤديان مع إستمرار المظاهرات إلى حالة الشلل التي تحدثنا عنها سابقاً وصولاً إلى تصدع النظام وتفكك أجهزته ومن ثم إنهياره وسقوطه – هذا أولاً أما ثانياً فلربما يخلط بعض الأحبة بين الخط الأحمر " سلمية الثورة" وبين الحق البديهي في مقاومة عنف النظام وأجهزته الأمنية المرتزقة وما بينهما ليس أكثر من خيط رفيع,, لن نكرر التأكيد أن قوة هذه الثورة في " سلميتها" وفي" صفتها المدنية والجماهيرية" ..ولكن ليس من العنف مقاومة العنف !
في هذه اليومية أتقدم إلى غرف عمليات الثورة المباركة المتوضعة في كل شارع ومنزل ومتجر بل وفي كل قلب وفؤاد وعقل سوري بهذه الإشارات والإقتراحات متمنياً أن تصل إلى أيدي ثوارنا الابطال وأن يكون فيها الفائدة المرجوة والتي تتلخص في الحث على تطوير وإستثمار وإستنباط أفكار ووسائل جديدة وناجعة لتقنيات وتكتيكات وسياسة ثورتنا المباركة:
على الصعيد الميداني:
أولاً أتمنى على الجميع مقاومة عمليات الإعتقال لاسيما للناشطين والفاعلين عن طريق:
1- عدم الخروج منفرداً في المظاهرات وعدم الإبتعاد عن الكتلة الأساسية للمظاهرة و الحذر الكبير عند العودة منها
2- عدم مبيت الناشطين المعروفين أو المشكوك بإستهداف الأمن لهم في مكان واحد أو عنوان معروف والإنتقال المتكرر بين منازل الأصدقاء والأقارب
3- إن إحدى أهم أهداف الإجتياحات العسكرية للمدن هو القيام بعمليات إعتقال واسعة ولذا تترافق كل الإجتياحات بحملات الإعتقال ودهم وتفتيش المنازل – إذا كنت مطلوباً لأجهزة الأمن أو مشاركاً معروفاً في فعاليات الثورة فعليك بالإختفاء والإختباء عند حدوث الإجتياحات.
4- لاتترك في منزلك أي أثر يدل على مشاركتك في المسيرات كالأعلام أو اللافتات والشعارات
5- أخف حاسوبك الشخصي في مكان أمن وإمسح منه كل ما يدل على مشاركتك في الثورة أو متابعتك لها
ثالثاً" الحذر من تتبع المكالمات الهاتفية ومكالمات الجوال – الموبايل والتي أصبحت تسهلّ للأمن التوصل لمعرفة مكانك مع تجنب الحديث عن مخططات الثورة وأسماء الناشطين وما إلى ذلك من معلومات مهمة
رابعاً" إستخدموا إطارات السيارات المشتعلة فقط عند حدوث مواجهات أو إشتباكات مع قوات الأمن بهدف تقليص وضوح الرؤية لدى القناصة وتغطية إخلاء الجرحى والشهداء إضافة للعامل النفسي الذي تخلفه في نفوس المرتزقة – مع لفت الإنتباه إلى خطورة إشعال الإطارات في مناطق سكنية مغلقة وإستنشاق الأدخنة من قبل مرضى الربو أو الأطفال وكبار السن
خامساً" حاولوا تحديد أماكن تواجد القناصة وهي غالبا أسطحة المنازل المرتفعة أو المباني الحكومية - حاولوا تقدير عدد القناصة في كل مبنى" – إن هؤلاء القناصة مزودون بكميات محدودة من الطلقات – حاصروا هذه المباني أو إنصبوا الكمائن لهؤلاء القناصة وجاهدوا في سبيل الظفر بأسرهم وتصوير إعترافاتهم وأسماء قادتهم والتعليمات الموجهة إليهم – وتكتموا على مصيرهم تماماً لبث الرعب في نفوس زملاءهم!
سادساً وعاجلاً: لقد أرهقت مدينتا " جسر الشغور" و" معرة النعمان" قوات الأمن ووجهت صفعات مؤلمة للنظام وأعتقد مع الأنباء الواردة بتوجه قوات الجيش إلى المدينتين أن المذبحة في طريقها إلى محافظة إدلب عملاً بسيرة النظام في محاولة تأديب المدن الثائرة الواحدة تلو الأخرى
أقول في رسالة عاجلة لأهلي وأحبابي في جسر الشغور" إذا ما ثبت توجه قوات الجيش إليكم فعليكم بالإستعداد لإستقبالهم ضيوفاً غير أعزاء... وناهيك عن الحواجز وما يلزمه عرقلة دخولهم – فكروا في إستقبال الضيوف في واديكم السحيق و تنظيف الطريقين الأساسين المؤدين إلى جسر الشغور من ناحية منطقة" أريحا – محميل" ومن جهة " اللاذقية – بداما" ,,, أقول على أهل محمبل وعليكم وإبتداءاً من نقطة 10/7كم عن مدينة جسر الشغور تنظيف وغسل الطرق بمسحوق غسيل جيد مع كميات معدّة من الماء... الوادي يتسع للكثير... والطريق يحتاج للكثير من التنظيف قبل مدينة جسر الشغور!!
أما معرة النعمان الأبية الصامدة فلن يمنع الإجتياح عنها إلا هبة مدينة أريحا وقرى جبل الأربعين وقرى جبل الزاوية وسراقب وسرمين وخان شيخون وما حولهم من القرى والبلدات.
على الصعيد السياسي:
بات من الواضح غياب جبهة سياسية معارضة موحدة ومنظمة .. يوجد شعب سوري معارض وليس أحزاب فاعلة في معارضتها ومواكبة هذه الثورة ومن هنا أوجه هذه الرسائل الهامة :
- لم يعد مقبولاً أن يكون سقف المطالب في الداخل مرتفعاً إلى مطلب وحيد لا رجوع عنه وهو " إسقاط النظام ومحاكمته" في الوقت الذي تنحو فيه معظم تصريحات الخارج من النشطاء والعاملين في مجال حقوق الإنسان منحى" توصيف الجريمة " دون الحديث عن " العقاب والجزاء" من هنا أتمنى على أحبائنا في الخارج التركيز والتوحد حول مطلب واحد لا يقبل القسمة ولا التسويف" مطلب الشعب السوري هو إسقاط النظام ومحاكمته" وكل ما هو دون ذلك عروض بالية إنتهت صلاحيتها وأكل عليها الدهر وشرب!
- إلى السوريين في كل عواصم العالم: مجرد سؤال: أهلكم يذبحون فأين إعتصاماتكم المستمرة المتواصلة يومياً أمام منظمات حقوق الإنسان والمحافل الدولية ؟!
- بإسم كل سوري حر أبي شامخ أتوجه بالشكر لكل الذين يساندون شعبنا العظيم وثورته المباركة وأخص هنا بالإسم: الشعب المصري البطل ....رجال الكنانة ونساءها وأبطالها ,,, ثم الشعب التركي الحر الأبي الذي لم ينتظر مواقف من حكومته ,, ثم لشعب الكويت وبرلمانها المبارك ورجالها الرجال أصحاب النخوة والشهامة والمرؤءة وعتبي على البقية الباقية من أمتي كبير كبير!!
يا قومنا أمنوا بحقكم .. أجيبوا داعي شعبكم وأهلكم ... إن موعدنا " أزادي" ولـ" أزادي" الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدق... قال العارفون بسنن الكون وسطرها الشعراء والشهداء !!
د.محمد شمس الياسمين
في السادس والستين من الثورة المباركة – التاسع عشر من أيار – مايو 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق