الخميس، 19 مايو 2011

سيداتى وسادتى ...



سيداتي وسادتي..

...هل تعلمون ما معنى أن الله موجود ؟

معناه أن العدل موجود و الرحمة موجودة و المغفرة موجودة

معناه أن يطمئن القلب و ترتاح النفس و يسكن الفؤاد

 و يزول القلق فالحق لابد واصل لأصحابه ...

معناه لن تذهب الدموع سدى و لن يمضي الصبر بلا ثمرة

و لن يكون الخير بلا مقابل و لن يمر الشر بلا رادع و لن تفلت الجريمة بلا قصاص

معناه أن الكرم هو الذي يحكم الوجود و ليس البخل..

و ليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه.. فإذا كان الله منحنا الحياة ، فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت .. فلا يمكن أن يكون الموت سلبا للحياة .. و إنما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت ثم حياة أخرى بعد البعث ثم عروج في السماوات إلى ما لا نهاية

معناه أنه لا عبث في الوجود و إنما حكمة في كل شيء..

و حكمة من وراء كل شيء.. و حكمة في خلق كل شيء..

في الألم حكمة و في المرض الحكمة و في العذاب حكمة

 و في المعاناة حكمة و في القبح حكمة و في الفشل حكمة

 و في العجز حكمة و في القدرة حكمة ...

معناه ألا يكف الإعجاب و ألا تموت الدهشة و ألا يفتر الانبهار و ألا يتوقف الإجلال

فنحن أمام لوحة متجددة لأعظم المبدعين

معناه أن تسبح العين و تكبر الأذن و يحمد اللسان و يتيه الوجدان و يبهت الجنان

معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر و تحتفل الأحاسيس بكل لحظة

 و تزف الروح كل يوم جديد كأنه عرس جديد

معناه ألا نعرف اليأس و لا نذوق القنوط

معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم و مغفرة الغفار

ألا يقول لنا ربنا (( إن مع العسر يسرا)) ..

و أن الضيق يأتي و في طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان من هذه البشرى

و لأن الله سبحانه واحد .. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده و لن ننقسم على أنفسنا و لن تتوزعنا الجهات و لن نتشتت بين ولاء لليمين و ولاء لليسار و تزلف للشرق و تزلف للغرب و توسل للأغنياء و ارتماء على أعتاب الأقوياء .. فكل القوة عنده و كل الغنى عنده و كل العلم عنده و كل ما نطمح إليه ين يديه .. و الهرب ليس منه بل إليه .. فهو الوطن و الحمى و الملجأ و المستند و الرصيد و الباب و الرحاب


د / مصطفى محمود -رحمه الله


--

إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، و لئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق