!! مصالحة أقوى وتخوف أكبر
بقلم: عبدالله حازم المنسي
استجابةٌ كبيرةٌ، وفرْحةٌ عارمةٌ ملأتِ الشارعَ الفلسطينيَّ، وبدأتْ تظهر على وجوه الشَّعب بكافة أطيافه ومنظَّماته، بعدما تحقَّقَتِ
المصالحة في القاهرة يوم الأربعاء، فرحٌ كبير لا يُوصَف من أبناء الشعْب الفلسطيني المرابِط الذي لطالما حلم بمِثل هذه اللحظة التاريخيَّة، والتي يعتبرها كلُّ إنسان فلسطيني حرٌّ شريف صفحةً جديدة لبناء فلسطين وإنهاء الاحتلال.
الفرحة لم تقتصرْ فقط على أبناء الشَّعْب الفلسطيني، بل الكثير مِن أبناء الشعوب الأخرى شاركتِ الفرحة وباركتْها، وتمنَّتْ أن تستمر لتحقيقِ حلم جميع العرَب والمسلمين الأحرار، وخاصَّة الشعب الفلسطيني، وهو تحريرُ المسجد الأقْصى المبارَك مِن الأيدي الغاصبة المتحجِّرة، التي لا تعرِف الرحمةَ ولا الشفقةَ.
ورغم كافة الصعوبات والعراقيل التي كان يضعها الكيان الإسرائيلي في طريقِ إتْمام هذه المصالَحة الفلسطينيَّة بمساعدة مصريَّة، ورغم سعيه جاهدًا حولَ الدول والمنظَّمات لمساعدته في إسقاطها أو فشلها، إلاَّ أنَّ الشعب تابَع مسيرته لتحقيق حلم الصغير قبل الكبير مِن أبناء الشعْب الفلسطيني الصابِر، وهو إنهاء الانقِسام وتوحيد اللحمة، وترتيب الصفوف لمواجَهة الكيان الإسرائيلي المتغطرِس، الذي يعرف أنَّ شباب وأطفال ونِساء فلسطين لا يعرفون معنى الرُّكوعِ لغير الله تعالى.
لا يوجد أحدٌ يُنكر بأنَّ الفضل الكبير في إتمام هذه المصالَحة الفلسطيني يعودُ إلى السلطة المصريَّة الشقيقة، التي لطالَما كان همها الوحيد بعدَ إسقاط نِظام الرئيس الفاسد محمَّد حسني مبارك وكافَّة مساعديه وأتباعه، هو إتمام المصالَحة الفلسطينيَّة، وفك الحِصار الغاشم الذي فُرِض على الأطفال والنِّساء والشيوخ والشباب العُزَّل في فلسطين، ونيْلهم الحياة التي يستحقُّونها، الحياة الكريمة، المليئة بمعاني الإنسانية والكرامة.
الشعب قال كلمتَه، وما زال متمسكًا بها "الشعب يُريد إنهاءَ الانقسام"، ما يزال متمسكًا بها حتى يتحقَّق ذلك، وها هو قد تحقَّق في القاهرة، وأتى اليوم لنزفَّ فيه خبرَ إنهاء الانقسام، وعُدنا كما كنَّا أبناء قضية واحدة موحَّدة، وهي تحرير المسجد الأقصى، وفك أسر كافَّة الأسرى البواسل الذين يقطنون خلفَ القضبان في سجونِ الاحتلال، عُدْنا لمواجهة أيِّ شخص يزعُم بأنه يستطيع إفشالَ هذه المصالحة الطاهرة الشريفة، الذي خرجتْ مِن أيدٍ نظيفة وقلوب بيضاءَ صافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق