الأربعاء، 18 مايو 2011

[الفلسطينية] النكبة والصحوة العربية .. اللعبة تغيرت .. فلنفهما كما فهمها نتنياهو

النكبة والصحوة العربية .. اللعبة تغيرت .. فلنفهما كما فهمها نتنياهو

 

بقلم : علاء المشهراوي – غزة

mashharawi@windowslive.com

 

كما سالت دماء غزيرة يوم احياء ذكرى النكبة الثالثة والستون سواء على أرض غزة أو رام الله أم مارون الراس والجولان ، كان يتوجب أن يسيل حبر أكثر ينتج عن عقول المحللين والكتاب والمفكرين وهم يقرأون ملامح مرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي .

ان الكتابات التي حللت واقع الهبة العربية الرائعة سواء في ميدان التحرير بالقاهرة أو مشارف قرية الكرامة الأردنية أو في مارون الراس والجولان وبطبيعة الحال في غزة ورام الله والداخل الفلسطيني ،هذه الكتابات لا ترقى لسبر أغوار هذا الحدث الذي يجب أن نخلع عليه بحق اصطلاحاً جديداً لا يقل عن اصطلاح الانتفاضة ، فلنقل على سبيل المثال انها الصحوة العربية التي نفضت غبار النسيان واستنخفت بقيد السجان وسخرت من الاسلاك الشائكة التي تحول بين مهجة العرب والمسلمين " فلسطين " وبينهم .

رب قائل يتهمني بأن العاطفة قد جرفتني ، وأن ما حدث ليس سوى فورة سرعان ما تذوي ، وأنه لا يجب تحميل الأمور فوق ما تحتمل فأجيب ببساطة ، نعم إن العاطفة جرفتني كما جرفت تلك الجماهير الواعية اليقظة فخاضت المسافات ومشت فوق حقول الالغام وتخطت الأسلاك الشائكة وقفزت فوق الجدران وزحفت نحو مواقع تجمع جنود الاحتلال ونطقت بالدم ... فلسطين لن نموت ... العودة حق لا يموت .

لعل المؤلم في الأمر أن بيبي نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل كان الأسرع فمها لتلك الصحوة اليافعة عندما وصفها بأنها تشكل تهديدا ليس على صدور اسرائيل بل على وجود اسرائيل ، وهذا التصريح من أعلى سلم الهرم السياسي الاسرائيلي ليس مجرد مناورة سياسية بل هو وصف استراتيجي لما يحمله قادم الأيام .

لقد سقط رهان من توقع بأن تقهقر الثورات العربية القضية الفلسطينية الى أسفل سلم أولويات الشباب العربي الجديد ، كما سقط الرهان الاسرائيلي باستمرار الانقسام الفلسطيني لتصفية القضية ، هذان العاملان بالتأكيد جعلا نتياهو يشعر بالخطر الى جانب عوامل أخرى أهمها سقوط أكذوبة اسرائيل بأنها الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط وأن الفلسطينيين هم من يرفضون السلام فقد كان مفاوضاته العبثية مع الرئيس محمود عباس ورفضه تجميد الاستيطان خير دليل على ذلك وربما ساعده أفيغدور ليبرمان في اظهار الصورة الحقيقية القبيحة لحكومته .

وحتى لا ننساق وراء العواطف السياسية وبعد العتاب الذي نحمله لمفكرينا وكتابنا فاننا عبر هذه السطور ندعو الى تدارك هذه الحالة الجديدة ( الصحوة العربية ) وفهم أن هنك ورقة قوة عربية هائلة تتمثل بالقوة الجماهيرية الشعبية التي من شأنها اعادة موازين القوى في المنطقة بعد أن رجحت لاسرائيل على مدى أكثر من سته عقود .

لماذا لا نعقد مؤتمرات اكاديميه ومنتديات ثقافية ولقاءات عصف فكرية ودردشات عمل توعوية حول هذه الظاهرة الجديدة المصاحبة للثورات الشعبية فهذه الصحوة العربية التي دفعت الشاب الفلسطيني الذي ولد في سوريا الى اختراق كل حقول الموت ليصل الى يافا حيث ولد أباه وجده ويتعامل مع الاعلام الاسرائيلي بمنتهى الوعي لتكون كلماته لها وقع أقسى من الرصاص والصواريخ حول حق العودة وأرضنا المغتصبة .

لماذا لا يتداعى صناع القرار والساسة العرب وصفوة الأمة العربية والاسلامية من علماء وفلاسفة وأكاديميين وخبراء لتدارس هذه الروح العربية الجديدة وفهم توجه هذه الصحوة الفتية ، كي نتمكن من رسم السياسات واعداد الاستراتيجيات واستيضاح الرؤية المستقبلية كي نجيد التعامل مع اسرائيل .

ان هذه الدماء الغزيرة التي سالت وتلك الدموع الأغزر التي انهالت حزناً على فراقها وآلام جراحها تتطلب منا مراجعات في العقل والنفس والمنطق فنترجمها على أرض الواقع أولاً بالكلمة حبراً ثم تطبيقاً على الأرض .. فقواعد اللعبة تغيرت .. فلنفهما كذلك كما فهمها نتنياهو ... قبل فوات الاوان .

انتهى

 

 
Kind Regard's
jornalist
alaa mashharawi
gaza palestine


-
Cel: +970-599-401-299
Tel: +970-8-2823473
Fax: +970-8-2825325

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق