رحلة سياحية في ربوع مأدبا من ذاكرة سحر حمزة مدينة فسيفسائية تقع على خاصرة عمان العاصمة العتيدة تستقبل زوارها السياح يومياً بباقات زهر وأقحوان وزعفران مبدءً بأم رمانة ومنجا والدليلة وأم العمد والمأمونية ومشارف حنينا حت الفيصلية تتميز بشذى ريحها الطيبة و سهولها الخصبة السخية المترامية الأطراف ترنو إليها عبر شارع المطار متخذاً مساراً منحنياً إلى اليسار لتصل إليها بدورة كاملة قرب جسر اليادودة الذي يصلها بعمان العاصمة تشعر أنك كمستكشف لمتحف آثارتاريخي وكأنك تعبر إلى جنة خضراء بكل ما للكلمة من معنى تبهرك القصور والفلل المصممة بايادي معماريين أردنيين مهرة نقشوها من الحجر الاردني الخالص هم في الحقيقة بناة ديار عزموا على إحتواء المكان بطبيعة نادرة تهب منها رياح ربيع دائم غير متأثر بتقلبات الطقس والفصول هواءها عليل يشفي مرضى العصر ويحملك للرقص قسرياً كي تنادي من بناها الدار ومن شيد هذا الإعمار سكانها من بني صخر وبني حميدة والبلقاوية بأنواعهم التناقضية غير أنهم أهل لين وكرم وطيب وحين تحل ضيفاً لديهم تصبح أنت صاحب الدار وهم ضيوفها وستكون التجربة أكثر واقعية الطريق لمأدبا سالك على بعد 18 كيلو إلى الجنوب من شارع المطار الدولي الذي يحمل شعوب العالم إلى العمق الأعمق من الأردن الخالد أردن العزة والإباء وطن لكل الناس دافيء دافق بالحب العفوي العذري للخير والحياة إنها مدينة تركن إلى الهدوء والسكينة في صوامعها وكنائسها قصص الأولين وحكايا الأمم والحضارات المتعاقبين فيها حكايا لألف ليلة وليلة من تاريخ الفتوحات الإسلامية والقوافل الرومانية الغازية في شجرة الحياة الفسيفسائية وروايات وأساطير الأمويين والرومانيين وأقدم خارطة فسيسفسائية مصممة داخل كنيسة الروم وسط المدينة التي إكتشفت قبل 1010 أعوام يحتضنها سكان المدينة بحب وإنتماء عشائرها من بني حميدة وبني صخر وثلول المسيحيين المهاجرين من الكرك العاشقين لأرضها الغناء بربيعها الدائم وشجر الزيتون وبساتين التين والفاكهة أجمعين في مأدبا مسجد عمري بناه راحل عظيم وفي مأدبا مكاور وقصة يحيى وسالومي وقلعة عتية راقدة فوق تلة جبل تنتظر الترمييم طريقها اللولبي الشاق لا يقربه إلا قلة من الإعلاميين ومشنقتها تخلد قصة رواها التاريخ وفي جبل نيبو قرب الفيصلية دمعة حزن على الاقصى الأسير ومعاناة لفقدان ميلاد المسيح تحت نير اليهود الأعداء الأولين في بيت لحم صرخة وفي القدس إنتفاضة شعب مؤمن بنصر قريب إنها مأدبا مدينة لا تنسى من ذاكرة التاريخ إنها حكايا أناس عايشوا البداوة والحضارة في قالب عصري خاص منابرها علم ومعرفة ومدارس دور شروق شمس وبيوتها من خيوط الشمس شيدت وروابيها قصة خلود لأحلى ذكريات عاشها الكثيرون إنها مأدبا بملاعبها وساحاتها وممرات مشاتها للتجوال بحرية في اسواقها التراثية التي نسجت بسط رحالة أجلاء غابوا عن وجه الزمان ولم تغيبهم ذاكرة المكان بها تصاميم للسيراميك والخزف والنقش بالرمل للوحات متجانسة بين العشق الممنوع والحب الأزلي والخلود في بطون حاراتها بيوت تراثية تنادي أهل الدار الأشمة الابرار لعيدوا لها الحياة مأدبا قصص جرينة والمخيط وقصص الفيصلية وماعين حكايا نسجها الأجداد لتبقى مدعاة للأجيال مدينة لا تراها إلا شامخة أبية عتية قوية بأهلها سخية غير آبهة بتقلبات الزمن المرير عنوانها أرض خضراء ولوحات عز وفخار سهولها خصبة غير صماء تروي الحكاية برحيق الأزهار |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق