الجمعة، 3 يونيو 2011

( Palestine ) مقال مهم جدا للفلسطيني : وزارة حقوق الإنسان حاجة ملحة قبل أن يموت الإنسان الفلسطيني ... بقلم : الصحافية هبة موسي أبو ستة

 

وزارة حقوق الإنسان حاجة ملحة قبل أن يموت الإنسان الفلسطيني ... بقلم :  الصحافية هبة موسي أبو ستة  
 

منذ أن وضع المحتل أنيابه في الجسد والأرض الفلسطيني منذ أكثر من ستة عقود معترف بها , والشعب الفلسطيني يتعرض لأصناف من المعاناة تعجز الجبال عن حملها , فلا ينتهي من واحدة إلا وتأتيه الأخرى سريعاً , بعد أن كانت تتربص به .

هذه المرة وبعيداً عن الاحتلال وإفرازاته السرطانية التي دمرت الجسد الفلسطيني , وأحدثت به مضاعفات مرضية مستعصية عن العلاج , إلا بزوال المسبب وراء كل المعاناة وتوقف الزمن الفلسطيني عند حاجز الألم , ألا وهو الاحتلال الغاشم وسياسته ومعاونيه , ولكن لا يجب أن ندفن رؤوسنا كالنعام في الرمل , ونضع كل تجاوزاتنا على شماعة الاحتلال.

الحديث اليوم عن بعض العاملين في الدوائر الحكومية والرسمية , حيث التسيب والإهمال من البعض الكثير , نتيجة طبيعية لغياب الرقابة والمتابعة من الجهات العليا , علاوة على المعاملة الفظة , وعدم احترام المراجعين من المواطنين , علماً بأن هذه الحكومة وموظفيها وجدوا لخدمة المواطن الفلسطيني , وهو الذي انتدبها بطريقة أو بأخرى , لتيسير أعماله ومتابعة شئونه , والعمل على حل الإشكاليات إن وجدت في تنفيذ طلب له , والإسراع في تنفيذها بكل دقة , واحترام وجوده , وعدم التذمر والامتعاض أو " قلب الوجوه " أمام المواطنين , فيمارس الموظف عمله وكأنه في ملكه الخاص , بدون ادني اعتبار انه موجود أصلاً لخدمة المواطن .

كثير من هؤلاء الموظفين يمارسون في مكاتبهم أعمال بشكل جديد , فجهاز الكمبيوتر لا يغلق على مدار الساعة طيلة الدوام الرسمي, ويستخدمه الموظف في لعبة سبايدرمان ولعبة ورق سوليتير أو الكوتشينة , وتراه منهمكاً ومتعباً من سوء الحظ , وعدم مقدرته على النجاح في اللعب ويواصله بكل همة ويقظة , إلي أن يحرز نصراً مدوياً , فتراه يبتسم وكأنه حاز على شيء ثمين , ومن لديه خط انترنت لا يوفر طاقة ولا جهد في متابعة المنتديات والفيسبوك " سمة الزمن العربي " , عدا عن قلب المكاتب إلي مطاعم مصغرة , فمعلبات الجبن والزيتون , وحبات البندورة وقطع الخبز تستحوذ على أرفف الملفات والمستندات وأدراج المكاتب , بكل حرية ووضوح , وكأن المكان سوبر ماركت شخصي , ولا تنسي أيضاً الشاي والسكر والقهوة والملاعق وبواقي السيجارة .... وبعد كل ذلك تراه يتأفف ويشتكي من تعبه الوهمي , فيذهب إلي المطالبة بزيادة راتبه , وتحسين ظروف العمل وتخفيف الضغط عنه وكأنه كان ضحية .!! والادهي من ذلك تراه يصرخ في وجه المواطن ويقول له " شايفني فاضي يعني ؟؟"

إن العلاقات البشرية بكل ما فيها من خصوبة وعناء ودفء واستقرار , تُلزم بالدرجة الأولي وجود الاحترام , وان كان مؤقت, لتيسير دف السفينة , التي تتأرجح بين الحقوق والواجبات التي وجب على الجميع أن يستوعبها , قبل الغرق في بحر التقزم الأخلاقي .

تتجلي المأساة حيث تكشف عن إفلاس القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية , وضياع الإنسان بين تيارات مادية وجسدية , مع غياب للضمير والمحكمة الوجدانية , وعدم مراعاة ظروف المواطنين ونفسياتهم , فربما هذا المواطن لا يملك نقوداً ليعود مرة أخري , علماً انه يراجع كل يوم من اجل استخراج أتفه الأوراق .


لو بقيت هذه المعادلة الخاطئة , واستنزاف الشعب بتلك الطريقة القذرة والغير مسئولة , سنعلن لا محالة موت الوطن الذي هو أصلاً في لحظات الاحتضار الأخيرة , فإما أن نغير العقليات الموجودة , أو نذهب جميعاً إلي الجحيم .

فالمواطن الفلسطيني لا يطالب الموظفين الحكوميين أن ينثروا الورود لهم , أو استقبالهم بالابتسامات العريضة , إنما الاحترام وهو اقل جهد إنساني وأخلاقي .

قبل فترة وجيزة قرأت بتمعن الرسالة التي بعث بها الدكتور محمد حمد أمين عام حزب العدالة والسلام الفلسطيني, والتي وصلتني نسخة منها عبر البريد الالكتروني , ووجهها لرئيس السلطة محمود عباس مطالباً إياه باستحداث " وزارة حقوق الإنسان " لتهتم برعاية وحماية حقوق كافة فئات الشعب , وصولاً إلي أن ينال النظام الحاكم الرضا والثقة من قبل الشعب , لضمان صدق انتماءه وعطاءه , ولان التجاوزات فاقت التصورات أصبحت الحاجة إلي تلك الوزارة ملحة جداً .

أيضاً تدور في هذه الأيام فكرة تكوين المجلس الوطني الفلسطيني للديمقراطية و حقوق الإنسان " قيد التأسيس " وهو "الهيئة التمثيلية العليا التي تمثل الشعب الفلسطيني للدفاع عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحريات العامة و يكفل للمواطن العيش بحرية و بكرامة متمتعا بكافة حقوقه التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بما لا يتعارض مع الدين و العادات العربية الأصيلة والدستور بهدف إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية حديثة ".



ولان عدالة السماء يجب أن تطرق الأبواب يومياً, وجب على كل المسئولين قبل أن يتباحثوا في إعلان الدولة هو البحث عن أركان وأسس الدولة , فدولة على تلك الشاكلة من التسيب والإهمال والانحطاط الأخلاقي وانعدام القيم وغياب الرقابة , وتوظيف من لا يملك مؤهلات وشهادات , لا يمكن لها أن تنجح أو تستمر في المواجهة , فهي مع أول نسمة هواء عنيفة ستنهار عارية أمام الشعب , وأمام نفسها أولاً وأمام العالم .


فالمواطن هو أساس هذه الدولة , وهو من يعطيها الثقة والاستمرارية في العمل والتحرك , بقادر على أن يثور عليها , مكشراً عن غضبه الذي قد لا يستطيع احد أن يدرك حجم الانفجار القادم , والثورات والانتفاضات أصبحت من الأمور السريعة الحدوث , فلا يمكن المراهنة على عامل الوقت أبداً , فكل الظروف مهيأة لانفجار إن لم تكن هناك وقفة جادة من المسئولين وصناع القرار , ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب , والعمل على مراقبتهم في أوقات الدوام الرسمي , والتأكيد على ضرورة احترام المواطن والمراجع , وتفعيل قسم الشكاوي ومتابعة الأمور بكل جدية وسرعة , فالشعب الفلسطيني الذي دفن نصف أحبته شهداء في الأرض , والنصف الأخر اسري في سجون المحتل الصهيوني , لا يرضي بدولة كتلك أبداً , ولن يقبل وجودها إن لم تحدث هناك تغيرات جذرية لصالحه , وهو بقادر على أن يصمد أكثر , لاستخراج دولة يكون فيها الحق والقوة والاحترام عنوان لها فعلاً وتطبيقاً , ويكون فيها المواطن بؤرة الاهتمام والتركيز .


فهل تخرج وزارة حقوق الإنسان الفلسطيني إلي ارض الواقع سريعاً , وقبل التشكيلة الحكومية المرتقبة , أم أن الشعب الفلسطيني أمامه مواجهة جديدة من نوع آخر , لإحقاق حقه وانتزاعه من شدق الأفاعي المجتمعة .؟؟؟

--
لمراسلة مدير المجموعة:
Palestine888@gmail.com
منتصرون بإذن الله
----------------------
 
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة "فلسطين - عام
التحرير".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
palestine1@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
palestine1+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/palestine1?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق