صحيفة السبيل الأردنيه الخميس 28 رجب 1432 – 30 يونيو 2011
أهالي الضحايا معذورون – فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2011/06/blog-post_30.html
في الشهر الماضي، تلقيت اتصالا هاتفيا من بنى سويف، من شخص قال لى إنه أب لأحد الشهداء الذين قتلتهم الشرطة أثناء الثورة، ولأنه يعرف اسم ضابط أمن الدولة المسئول عن قتله، فقد قدم بلاغا ضده إلى النيابة العامة، ولكنه فوجئ بمن يطرق بابه ويعرض عليه 50 ألف جنيه إن هو تنازل عن بلاغه أو غير في أقواله.
ومما قاله أيضا أنه يعرف آخرين من أمثاله تعرضوا للإغراء الذي تعرض له، وبعضهم قبل المبلغ الذي بدا أنه مرشح للزيادة إلى مئة ألف جنيه. وإن المسألة لا تقف عند حد الإغراء المادي، وإنما حين يأتي العرض من طرف يمثل ضابط أمن الدولة فإن «الجزرة» تكون في يد. في حين تظهر العصا في اليد الأخرى.
كان حامل رسالة العرض يقول. لا تنس أنها من ضابط أمن الدولة الذي يستطيع أن يفعل بك الكثير إذا لم تستجب، وباب تلفيق القضايا مفتوح على مصراعيه، بدءا من الاتهام بالاتجار في المخدرات وانتهاء بقضايا الدعارة مرورا بالاعتداء على المال العام وسرقة وتسميم الماشية.
لم يكن لدي وسيلة للتثبت من صحة الكلام، فسجلته في أوراقي، واحتفظت به حتى يتاح لي ذلك، إلا أنني وقعت في جريدة «الشروق» الصادرة في 19/6 على خبر بالصفحة الأولى كان عنوانه كالتالي:
تغيير أقوال الشهود في محاكمة الضباط المتهمين بقتل الثوار (أمام محكمة جنايات الجيزة).
وتحت العنوان ذكرت الصحيفة أن شهود الإثبات فجروا مفاجأة، حيث غيروا أقوالهم الواردة بتحقيقات النيابة، حيث نفى عيد محمد يوسف سائق «ميكروباص» مشاهدته للمتهمين (الضابطان) هاني شعراوي ومعتصم سالم أثناء إطلاقهما النار على المتظاهرين أمام قسم بولاق الدكرور.
فيما أكد مشاهدة المتظاهرين وهم يحاولون إضرام النار في قسم الشرطة وضرب الضباط وأفراد الشرطة الموجودين بداخله. وأنه نقل صديقه الذي لقي حتفه برصاصة في رأسه إلى المستشفي، دون أن يحدد هوية من أطلق الرصاص.
لفت نظري في التقرير المنشور أن محامي الدفاع سأل الشاهد عن سبب تأخره في الإدلاء بشهادته من 28 يناير وحتى 14 فبراير، فرد على السؤال قائلا إنه كان مسافرا إلى بلدته دشنا بمحافظة بنى سويف (!!).
في التقرير أن شاهدا آخر يعمل سائقا أيضا ذكر أنه كان معه ابن خالته، الذي أصيب برصاصة حين كان بالقرب من قسم الشرطة، فنقله إلى المستشفى. وهناك أخبره عدد من الموجودين باتهام الضابطين اللذين سبق ذكرهما بأنهما من أطلقا الرصاص وقتلا ابن خالته، وان أولئك الأشخاص أجبروه على اتهام الضابطين حتى يحصل على حقه من الحكومة ولا يذهب دم قريبه هدرا.
وأضاف في شهادته أنه فوجئ بالمتظاهرين يلقون الطوب على مقر قسم الشرطة ويحاولون حرقه.
وهو ما أثار غضب أهالي الضحايا الذين اتهموا الشاهدين بتغيير أقوالهما والتواطؤ مع الضباط المتهمين.
القصة تكررت في السويس، وفي الإسكندرية حيث ذكر خبر الأهرام (في 21/6) ان خمسا من أسر الضحايا تنازلوا عن حقهم بعد «تصالحهم» مع ضباط أمن الدولة. (المبلغ الذي دفع لقاء ذلك التصالح لم يذكر!)
ولم تكن تلك هي الملاحظة الوحيدة، لأن الملاحظة الأخرى المهمة إن الجلسة تأجلت إلى يوم 17 أكتوبر المقبل أي بعد أربعة أشهر، علما بأن القضية تتعلق بشباب قتلوا أثناء جمعة الغضب يوم 28 يناير الماضي.
سألت الأستاذ جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن معلوماتهم بخصوص تغيير أقوال الشهود في قضايا قتل المتظاهرين، فقال إنها شائعة وتكررت في عدة محافظات أخرى وإن الشبكة قدمت بلاغا إلى النيابة العامة بهذا الخصوص، ولكن أحدا لم يتحرك لحماية الشهود،
وأضاف أنه لا يستغرب حدوث ذلك، لكنه يستغرب أمورا عدة، منها أن الضباط المتهمين بالقتل الذين يفترض أن يتم احتجازهم، يذهبون إلى المحاكم في الصباح كمتهمين ثم يعودون إلى مكاتبهم في المساء لكى يمارسوا ترهيب الشهود وأهالي الضحايا.
منها أيضا أن أولئك الضباط لهم علاقاتهم التاريخية الوثيقة مع بعض وكلاء النيابة الذين يتسترون على ممارساتهم ويتبادلون معهم المجاملات. وهؤلاء هم الذين يسجلون أقوالهم وقد يتلاعبون فيها.
إن كل الشواهد تدل على أن هناك تسويفا في محاكمة ضباط أمن الدولة المسئولين عن قتل المتظاهرين، كما أن هناك تدليلا لهم غير مبرر، إضافة إلى التلاعب في شهادات الشهود الذي من شأنه تبرئة القتلة وربما إدانة الضحايا في تهمة الاعتداء على مقار الشرطة والضباط «الأبرياء» العاملين فيها.
إذا شاعت أمثال تلك الانطباعات في أوساط أهالي الضحايا، ألا يدعونا ذلك إلى اعذارهم والتعاطف معهم، وتوجيه الاتهام والإدانة إلى الذين سوفوا وتلاعبوا ودللوا القتلة وتستروا عليهم، حتى لا يقال إن «الفلول» هي التي تحاكم أولئك الضباط.
..................
لمراسلة مدير المجموعة:
Palestine.Dr@gmail.com
منتصرون بإذن الله
----------------------
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "فلسطين - عام
التحرير".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
palestine1@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
palestine1+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/palestine1?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق