الجمعة، 22 يوليو 2011

في العـقيدة والمنهـج ( 34 )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في العـقيدة والمنهـج ( 34 )

تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الافتراق والأهواء والبدع:

4- وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله r, قال: ( تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة, والنصارى مثل ذلك, وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ). رواه أبو داود, وابن ماجة, والترمذي وقال " حديث حسن صحيح ".

5- وعن معاوية قال: قال رسول الله r : ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملِّة, وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين مله ـ يعني الأهواء ـ كلهم في النار إلا واحدة, وهي الجماعة ). وقال: ( إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَب (1) بصاحبه, فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به ).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو, عن الأزهر بن عبدالله الحرازي, عن أبي عامر عبدالله بن لحي, عن معاوية . رواه عنه غير واحد. منهم: أبو اليمان, وبقية, وأبو المغيرة. رواه أحمد وأبو داود في سننه ".

وقال: " وقد روى ابن ماجة هذا المعنى (2) من حديث صفوان بن عمرو, عن سعد, عن عوف بن مالك الأشجعي "(3)

وقال أيضاً: " وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث هو مما نهى عنه في قوله سبحانه : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ). [ سورة آل عمران, الآية 105 ].

وقوله: ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء )[سورة الأنعام, الآية: 159].

وقوله: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه لا تتبعوا السبل ) [ سورة الأنعام, الآية: 153].

6- وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه: " أنه أقبل مع رسول الله r في طائفة من أصحابه, من العالية(4), حتى إذا مر بمسجد بن معاوية, دخل فركع فيه ركعتين, وصلينا معه ودعا ربه طويلاً, ثم انصرف إلينا فقال: ( سألت ربي ثلاثاً؛ فأعطاني اثنتين, ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة(5), فأعطانيها. وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق, فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها).

.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكَلَب: داء يصيب الإنسان من عض الكلب المسعور, فيصيبه شبه الجنون, ويلحق به حتى يموت.

(2) أنظر سنن أبن ماجة, كتاب الفتن, باب أفتراق الأمم, الحديث رقم ( 3992) 2/1322.

(3) أقتضاء الصراط 1/122.

(4) العالية: ما كان من جهة نجد من المدينة.

(5) السَّنَة: الجدب والقحط الذي يعم.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر الرابط التالي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق