الأحد، 24 يوليو 2011

( Palestine ) Fwd: الإحســاس بالخطــر


 

الإحســاس بالخطــر

د. محمد كمال مصطفى

استشارى إدارة وتنمية الموارد البشرية

 

الخطر هو التهديد الناتج إما عن حسابات واختيارات شخصية خاطئة ، أو اختيارات وحسابات سياسية وإدارية وتنظيمية للغير تؤثر على آخرين يقعون فى إطار مسئوليتهم المباشرة وغير المباشرة ، وهو كذلك مواجهة لظروف محتملة ومؤكدة وقهرية سواء بفعل بشرى شخصى أو غير شخصى ، أو نتيجة ظروف خارجة عن إرادة البشر .

والتهديد موضوع الخطر قد يكون صحى واقتصادى وسياسى واجتماعى وثقافى بما ينعكس على الفرد والمجتمع سواء بفقدان القدرات الصحية ، والإمكانات والموارد الاقتصادية ، ووجود حالات الصراع الاجتماعى بين الفئات المختلفة على مستوى المجتمع، وافتقاد الحياة ذاتها أو افتقاد الحياة الكريمة وعدم التوازن النفسى على مستوى الفرد .

وأيا كان تعريف الخطر والتهديد ، فالمشكلة ليست فى دقة التعريف ولكن فى أن الناس والمجتمعات تنقسم استناداً إلى الخطر والتهديد والإحساس بهما إلى نوعين ، إما شعوب تحس بالخطر أو شعوب لا تحس بالخطر ، ومن ثم أفراد تحسن بالخطر أو افراد لا يحسون بالخطر .

فالإحساس بالخطر والتحسب له ، وقبول المخاطرة بمواجهته ، وإنشاء العديد من المنظمات ومراكز البحوث والدراسات التى تواجه الأنواع المختلفة منه بالبحث والدراسة والتصدى له ، هو أهم سمات ثقافة التقدم .. بينما ترك الأمور للصدفة والتواكل واللجوء إلى القوة الغيبية والتضرع لها للحماية من أخطار قد تكون مؤكدة أو شبه مؤكده هو أبرز سمات ثقافة التخلف .

هذه مقدمة لسؤال اسأله لنفسى قبل أن أسأله لكم هل نحن شعب يحس بالخطر ، ويشعر بالتهديد ، ويرفض العيش دون توتر فى ظل الخطر وعدم التأكد ؟

أم نحن أفراد متواكلين نترك الأمور للصدفة والحظ دون تحسب للخطر ؟

بالطبع ستكون إجابة البعض أننا شعب يستشعر الخطر ولا يترك الأمور للصدفة ، وأيضا ستكون إجابة البعض الآخر أن هذا الأمر يتوقف على مدى انتشار التعليم ، وستكون هناك إجابات ربما غالبة أننا بصفة عامة شعب لا يستشعر الخطر ، ويترك الأمور لتجرى كما هو مقدر لها .

وهنا ريما يسألنى البعض لماذا هذا السؤال وما أهمية طرح هذا الموضوع بالذات فى هذه الفترة التى تموج بالعديد من المشكلات ذات الأهمية التى تحتاج إلى التناول الفورى بالدراسة والتحليل والتفسير الموضوعى .

والإجابة ببساطة هى أننى قد اكتشفت أن معظم مشاكلنا الحالية تكمن فى قصور أو انعدام الإحساس بالخطر ، أو القصور فى حسابات مواجهة الخطر ، وفى الكثير من الأحيان تكون فى اختيار الحلول الوسط غير الحاسمة لمواجهة الخطر ، بل وحتى عند اختيار الحلول الوسط نختار الحلول الوسط الخاطئة التى تقربنا من احتمال حدوث الخطر، ولا نختار الحلول الوسط الصحيحة التى تبعدنا عن احتمال حدوث الخطر .

فهل تصدقون أن اللحظة التى سيكون فيها الإحساس بالخطر هو الأساس الحاكم فى كل اختياراتنا على كل المستويات وبالنسبة لكل الأفراد ، ستكون هذه اللحظة هى نقطة البدايات الصحيحة نحو استعاضة الزمن الضائع واختزال الزمن الحالى وصولاً إلى المستقبل الواعد أسرع من كل من حولنا .

فماذا لو كان شعورنا بالخطر من العدو لا يقتصر على الاعتداء المباشر علينا ومن ثم دراسة كل الحسابات والاحتمالات التى قد تؤكد حدوث أو عدم حدوث ذلك ، وكان شعورنا بالخطر منه بجانب ذلك هو أن يتقدم علينا علميا وتكنولوجيا واقتصاديا وسياسياً .

هل تصدقون أن شعور الأتراك بالخطر من تعايشهم بجوار الدول الأوربية دون أن يكونوا فى مستوى تقدمهم كان أهم دوافعهم نحو التقدم ، وهل يمكن أن تصدقوا أن شعورهم بالخطر من أن دول صغيرة تعيش بجانبهم كانت يوما تحت سيطرتهم قد اجتازت معايير الاتحاد الأوربى وانضمت إليه ، كان دافعاً قوياً نحو تقدمهم الذى أصبح نموذجاً تتطلع إليه معظم الشعوب الإسلامية .

وهل يمكن أن تصدقوا أن ماليزيا ومن قبلها كوريا الجنوبية قد استشعرت الخطر من تقدم دول الجوار ، فكان ذلك دافعاً لهما ليس فقط نحو التقدم وإنما نحو ريادة التجارب التنموية .

أتعجب كيف نحن شعب لا يشعر بالخطر من أن كل الدول المحيطة به والتى كانت تتطلع إليه بالأمس القريب كرائد فى كل المجالات ، والتى كان التقدم التى أحدثته فى مختلف جوانب الحياة فيها بمساهمة كوادره ، ولا يحرك هذا ساكنا لتعويض ما فاته من زمن مفقود ؟

كيف لا نستشعر خطر الزيادة السكانية والانفجار السكانى تحت دعاوى باطلة تماماً أننا نملك من الموارد ما يستوعب أضعاف أضعاف الحجم الحالى من السكان دون استشعار لخطر نقص الموارد المائية ونضوب الموارد البترولية مع الوقت ؟
لتكملة المقال اضغط هنا
http://www.mohmedkamal.com/articles.aspx


--
منتصرون بإذن الله
----------------------
 
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة "فلسطين - عام
التحرير".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
palestine1@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
palestine1+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/palestine1?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق