قيادة العالم الإسلاميّ
زهير أندراوس
التاريخ :18-7-2011
في دراسةٍ جديدةٍ أصدرها معهد بيغن ـ السادات للدراسات الإستراتيجيّة في
تل أبيب ونشرها على موقعه الالكتروني، حول الأزمة في العلاقات الثنائيّة
بيت تل أبيب وأنقرة، قال البروفيسور إيتمار عنباري، المدير العام للمعهد
إنّ المطالب التركية من إسرائيل لحلّ الأزمة غير معقولة، والاعتذار لن
يُغيّر السياسة المعادية لإسرائيل التي يقودها التيار الإسلاميّ بقيادة
رئيس الوزراء، رجب طيّب أردوغان، وعليه، يُطالب عنباري الحكومة
الإسرائيليّة بالانتقال من مرحلة الدفاع عن نفسها، إلى مرحلة الهجوم على
تركيا، لأنّ السياسة الحاليّة لتل أبيب تجاه أنقرة، تُعبّر عن ضعف، ليس
إلا، على حد تعبيره.
وقال أيضا إنه داخل الحكومة الإسرائيليّة يوجد نقاش حول المطالب
التركيّة، ولكنّه يجزم قائلاً إنّ المطالب التركيّة من تل أبيب غير
معقولة، لافتًا إلى أنّ تقرير بالمر، رئيس لجنة التحقيق الخاصّة من قبل
الأمم المتحدّة خلص إلى النتيجة بأنّ الإجراءات الإسرائيليّة ضدّ السفينة
التركيّة في أيار (مايو) من العام الماضي كانت قانونيّة، كما أنّ الأتراك
الذين كانوا على متن السفينة هم مجموعة من الإرهابيين الذين قاوموا بعنف
غير مسبوق جنود البحريّة الإسرائيليّة، ولفتت الدراسة إلى أنّه في واقع
الأمر، فإنّ وزير الأمن، إيهود باراك، على حق، عندما يُعلن عن موافقته
على الرضوخ للمطالب التركيّة، مبررا ذلك بأنّ مجرد الاعتذار سيؤدي إلى
ترميم العلاقات الإسرائيلية التركية، والتي تعتبر في غاية الأهمية.
واستطردت الدراسة أنّ العلاقات الجيّدة مع تركيا هي في الواقع قيّمة
جدًا، ولكنّ الوضع الذي كان قائمًا من غير المحتمل أن يعود في المستقبل
القريب، ذلك أنّ التدهور في العلاقات ليس ناتجًا من السياسات
الإسرائيليّة في الساحة العربيّة أو في مكان آخر، أنّما مرده إعادة تقييم
رئيسية في السياسة الخارجية التركية في ظل حزب العدالة والتنمية الإسلامي
الحاكم. ورأت الدراسة أنّ النصر الانتخابي الأخير لحزب العدالة والتنمية
من شأنه تعزيز التخلي عن السياسة الخارجية التركيّة التقليدية الموالية
للغرب، في المقابل، فإنّ حزب العدالة والتنمية يبتعد عن الغرب، ويريد
تحسين العلاقات مع الجيران المسلمين، ويملك طموحات لقيادة الشرق الأوسط
والعالم الإسلاميّ، علاوة على ذلك، فقد انضمت أنقرة إلى القوى الإسلامية
الراديكالية في الشرق الأوسط، ووقفت إلى جانب إيران، والإخوان المسلمين
في مصر، حماس في غزة، وحزب الله في لبنان.
وبرأي الدراسة، فإنّه في إطار السياسة الخارجية التركية الجديدة، باتت
العلاقات الجيدة مع إسرائيل تُشكّل عبئًا على أنقرة، وبات الابتعاد
التركيّ عن الدولة العبريّة، وفق المنطق التركي الجديد، أداة لتجاوز
الشكوك التاريخيّة بين العرب والأتراك تجاه الشيعة، وفي هذا الإطار، زاد
البروفيسور عنباري، لا يكاد يمر يومًا تقريبًا دون أن تتعرض إسرائيل أو
اليهود لانتقادات لاذعة من أردوغان، النابعة في ما هي نابعة من معتقداته
ومن محاولاته لإرضاء العالم الإسلاميّ، المُشبع بالمشاعر المعادية
للساميّة ولإسرائيل، على حد قوله.
وبالتالي، فإنّ الاعتذار الإسرائيليّ غير المبرر لن يُرمم العلاقات،
وتركيا لم تعد مهتمة في الشراكة الإستراتيجيّة مع إسرائيل، وسيتم استخدام
مثل هذا الاعتذار لإذلال الدولة العبرية وتعزيز موقف رئيس الوزراء التركي
كبطل ضد إسرائيل، ويُفسّر إحجام إسرائيل عن الدخول في مبارزة كلامية مع
أردوغان على أنه ضعف.
وزادت الدراسة أنّ العروض الأمريكيّة على القيادة التركيّة لا ترتقي إلى
مستوى التطلعات في أنقرة، وبالتالي فإنّها تحاول إضعاف حليفة أمريكا
الرئيسيّة، إسرائيل، كما أنّ الأتراك يستغلون بشكل جيّد التوتر الحاصل في
العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.
للأسف، ما دام حزب العدالة والتنمية في السلطة، ينبغي على إسرائيل أن
تخجل من استئناف الأمن والتعاون في مجال الاستخبارات، لأنّه لا يمكن
الوثوق في الحكومة التركية الحالية وتسليمها الأسرار والتكنولوجيا
المتطورة، لأنّهم سينقلونها إلى طهران في اليوم التالي، كما قالت الدراسة
إنّه لا ينبغي أن تنخدع إسرائيل بالمنافسة بين إيران وتركيا في قضية
الأحداث بسوريّة، وحتى إذا ما زالت سورية موضع خلاف بين إيران وتركيا،
فإنّهما متفقتان في مجالات أخرى، مثل معارضة القومية الكردية، وتقسيم
مناطق النفوذ في العراق، ومساعدة عناصر الإخوان المسلمين في العالم
العربي، وإضعاف المنافسة الإقليمية مثل إسرائيل.
وتقترح الدراسة على حكومة نتنياهو اختراق الرأي العام في تركيا، ذلك أنّ
هناك قطاعات واسعة من الأتراك لم تُصوّت لأردوغان في الانتخابات الأخيرة،
بسبب كرهها للتوجهات الإسلاميّة، ولا يمكن التقليل من التعاطف مع إسرائيل
من قبل المثقفين والنخب التجارية والعسكرية، على الرغم من إنّ هذه الفئات
لا تملك النفوذ السياسي الكبير في الوقت الحاضر.
علاوة على ذلك، قالت الدراسة، فإنّ ما يُطلق عليه الإسلام المعتدل يتجه
على نحوٍ متزايد ضدّ الغرب، وهنا تستطيع إسرائيل الصغيرة المساهمة في
إزالة القناع الذي تتخفى به القيادة التركيّة، أيْ الإسلام المعتدل،
وإقناع العالم بأنّ تركيا أصبحت عمليًا حصان طروادة داخل حلف شمال
الأطلسي. انحازت إسرائيل في مناسبات كثيرة مع المصالح التركية في واشنطن.
هذا يجب أن يتوقف.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أوراق اعتماد تركيا الديمقراطية تحتاج إلى تمحيص
بطريقة أكثر دقّة، لأنّ توجه السياسة التركية هو أمر مقلق، فقد فرضت
القيود على حرية الصحافة، كما أنّ الحكومة تُهدد بإلغاء استقلال القضاء،
لأنّ اردوغان يحاول بناء نظام مركزيّ، يتناسب مع طموحاته، وبالتالي فإنّ
تركيا بدأت مرحلة الانتقال إلى قدر أكبر من الحكم الاستبدادي كما يحصل في
الشرق الأوسط. وخلصت الدراسة إلى القول إنّه يتحتم على الدولة العبريّة
ألا تسمح لتركيا الاستبداديّة أنْ ينبغي على إسرائيل تستأسد عليها.
--
:::::مجموعة شباب فلسطين:::::
بيد أحمل كلاشنكوف وبيد أحمل سكين وفي قلبي حب فلسطين
إشترك الأن وكن معنا لتعرف اخبار قضيتنا
: للاشتراك وزيارة المجموعة من هنا :
http://groups.google.com/group/palestineyouth
: راسل المجموعة من هنا وسوف تصل رسالتك لكافة الأعضاء:
palestineyouth@googlegroups.com
: للشكاوي ولطلب إلغاء الإشتراك راسل مدير المجموعة :
palestine-youth@hotmail.com
To unsubscribe from this group, send an email to: |
| palestineyouth-unsubscribe@googlegroups.com |
:::ملاحظة هامة:::
" جميع المشاركات والآراء والرسائل في مجموعة شباب فلسطين"
" تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق