الأربعاء، 4 مايو 2011

{ شبكة فلسطين ال 48 } بعبع القاعدة لإنقاذ أوباما


بعبع القاعدة لإنقاذ أوباما

محمد إسحاق الريفي

 

لا يفصل الأمريكيين عن الانتخابات الرئاسية القادمة (نوفمبر 2012) سوى أشهر قليلة، وقد اقترب موعد حكم الشعب الأمريكي على أداء رئيسه أوباما، الذي وعد بالقضاء على طالبان والقاعدة في أفغانستان خلال فترة رئاسته الأولى، وإذا به يورط بلاده في حرب خاسرة، ما أدى إلى زيادة إفلاس الولايات المتحدة، اقتصادياً وأخلاقياً، فكان لا بد من إنقاذ أوباما قبل الانتخابات، من خلال إحراز نصر وهمي على القاعدة، وتوظيفه على المستوى الأمريكي في حشد الدعم الشعبي، وعلى المستوى العالمي في دعم السياسة الأمريكية في منطقتنا التي يجتاحها إعصار التغيير.

 

كان دائماً بعبع القاعدة جاهزاً للتوظيف السياسي داخل الولايات المتحدة، وخارجها.  واسألوا إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كيف استخدم هذا البعبع لتضليل الشعب الأمريكي، وتمرير سياساته الداخلية الفاسدة وسياساته الخارجية الدموية على شعبه وعلى العالم، والتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه.  واسألوه كيف وظف بعبع القاعدة في تضليل الرأي العام وتبرير حربه على العرب والمسلمين باسم "الحرب على الإرهاب".  ويبدو أن أوباما يسير على خطى بوش في التضليل وخداع الشعب الأمريكي والعالم، وفي التأثير على نتائج الانتخابات القادمة لصالحه.

 

وفي سياق التضليل الإعلامي الأمريكي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأمريكيين فقدوا ثقتهم في الإعلام الأمريكي، فقد أشار استطلاع أجراه معهد غالوب في سبتمبر 2010 أن 57% من الأمريكيين لا يثقون في وسائل الإعلام الأمريكية من حيث تغطية الأخبار بشمولية ودقة وحيادية، وأن أكثر من 60% من الأمريكيين يعتقدون أن وسائل الإعلام الأمريكية منحازة.  هذه النتائج تعد خطيرة بالنسبة لبلد تعتمد فيه الديمقراطية على مدى الدقة في نقل الأخبار للمواطنين وتغطيتها بمصداقية وشفافية.  ولا تعود عدم ثقة الأمريكيين بوسائل إعلامهم على ضعف إمكانات هذه الوسائل أو ضعف خبرتها في التعامل مع الأحداث، ولكنها تعود إلى ما يوصف بالتوعك السياسي والإحباط من سياسة الإدارة الأمريكية الداخلية والخارجية، ومن اعتمادها على التضليل الإعلامي في خداع الأمريكيين.

 

وفيما يتعلق بزعم أوباما حول مقتل الشيخ أسامة بن لادن في 1/5/2011، ما الذي يجبرنا نحن العرب على تصديق الرواية الأمريكية إذا كان معظم الأمريكيين لا يثقون بالإعلام الأمريكي، ولا سيما أن هذه الرواية المتناقضة يكتنفها غموض كبير يُقصد به التضليل!  ولماذا لا تعطي قناة الجزيرة الفضائية في قطر للروايات المخالفة مساحة إعلامية متساوية مع المساحة الإعلامية الكبيرة التي أعطتها للرواية الأمريكية وخصوصاً أنها ترفع الشعار "الرأي والرأي الآخر!"  الرواية الأمريكية ليست منزلة من السماء، بل هي محل شك كبير، حتى أن البسطاء من الناس أدركوا زيف الصورة المشهورة التي نشرها البنتاغون لبن لادن ليدلل على أنه قتله قبل أيام قليلة، والتي اعتمد فيها على أحدث وسيلة للقتل، وأسهلها وأقلها تكلفة، وهي برنامج الفوتوشوب!  المصيبة أن الجزيرة تتبنى الرواية الأمريكية بحذافيرها، وأن كل التقارير التي أعدها مراسلو الجزيرة في هذا الصدد تدعم الرواية الأمريكية وتروجها بلا مهنية أو حيادية.  كما لاحظتُ أن الجزيرة تجري لقاءات مع أشخاص يؤمنون بالرواية الأمريكية من أجل تبديد الآراء المشككة فيها.

 

أما بالنسبة لمقتل بن لادن، فهناك تضارب كبير حول تاريخ مقتله، فقد أكد خبراء وصحفيون غربيون كثر، عبر كتب ومقالات عديدة نشروها منذ عدة سنوات، أن بن لادن قُتل في ديسمبر 2001، عندما استخدم الجيش الأمريكي طائرات بي 52 لسحق تورا بورا.  ومن الذين يؤيدون هذه الرواية: ديفد ري غريفن، لاري تشن، بول كريغ روبرتس، وغيرهم.  ويصعب عليّ في هذا المقام تناول الأدلة التي اعتمدوا عليها في إقناع القارئ بروايتهم، لأن الأدلة تشتمل على أشرطة فيدو مفبركة، ومناقشات حولها مع البي بي سي، وحوارات مع توني بلير، وتصريحات لبوش وغيره من الإدارة الأمريكية السابقة، وتصريحات لوكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إي، وتصريحات للرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، وأشرطة نشرتها السي ان ان حصلت عليها من مراسل الجزيرة في أفغانستان تيسير علوني لمقابلة شخصية بينه وبين بن لادن، وغيرها من التحليلات السياسية في ظل العولمة المالية والأمنية التي تتحكم فيها الولايات المتحدة.

 

على أي حال، يبدو أن الأكاذيب الأمريكية لم تعد تنطلي على الناس، وخصوصاً في ظل الثورات العربية، التي كشفت زيف بعبع القاعدة، وأنه مجرد وهم صنعته وسائل الإعلام الصهيونية والغربية.

 

4/5/2011

--


-----
ا.د. محمد إسحاق الريفي
أستاذ الرياضيات في الاحتمالات والإحصاء
الجامعة الإسلامية بغزة
غزة، فلسطين



--
امجاد العرب
http://www.amgadalarab.com/index.php
 
****************
شبكة فلسطين ال 48 الاعلامية وصحيفة امجاد العرب
مجموعة اعلامية مستقلة منحازة للشعب والوطن ولهموم الانسان العربي في كل مكان.
تصدر في الداخل الفلسطيني عام 48 وتضم آلاف العناوين البريدية لكتاب ومثقفين وقراء من جميع انحاء العالم.
تسعى لان تكون سباقة في طرح الرأي الحر والفكر النير والابداع الفذ.
البريد
palastain-48@googlegroups.com
 
لإلغاء الاشتراك مباشرة وحذف عنوانك اضغط على الرابط التالي وقم بارسال رسالة فارغة
palastain-48+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/palastain-48?hl=ar?hl=ar
لزيارة الصحيفة http://www.amgadalarab.com/index.php

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق